وقيل : إلى كندة ، وهو أوسطها ، ويؤيّده ما سبق في حجر أن لا تزال به طائفة من آل ابن دغّار الكنديّين ، يقال لهم : آل فارس. وقيل : إلى المهرة ، وهو الّذي رجّحته ودلّلت عليه.
وفي سنة (٦١٦ ه) : انقضّ ابن مهديّ (١) ـ وهو من صنائع آل رسول اليمانيّين ـ على آل فارس ، وأخرجهم من الشّحر (٢).
وفي سنة (٦٢١ ه) : تولّى عليها عبد الرّحمن بن راشد (٣) ، وكان يؤدّي الخراج لملوك الغزّ ، فعزله نور الدّين الرّسوليّ (٤) برجل من الغزّ ، وأضاف إليه نقيبا ، فقتل الغزّيّ ، واستولى على البلاد ، وكان عبد الرّحمن بن راشد في ضيافة نور الدّين بتعز ، فاستدعاه ، وخلع عليه ، وأمره أن يسير إلى الشّحر ، فضبطها وبقيت تحت حكمه (٥) إلى سنة (٦٧٨ ه) حيث دخلت الشّحر وحضرموت تحت حكم المظفّر الرّسوليّ ، ولكنّه أبقى عبد الرّحمن بن راشد عليها نائبا عنه حتّى توفّي في سنة (٦٦٤ ه) ، ودفن بين تربة الشّيخ سعد الظّفاريّ وتربة عمرو ، وقبره مشهور بها.
__________________
الثّاني من «جواهر الأحقاف» و «تاريخ الحامد»
(١) ابن مهديّ واسمه : عمر بن مهديّ الحميريّ اليمنيّ ، كان أميرا على جنود الغزّ من قبل الأيّوبيّين.
(٢) ولم تكن هذه هي المرّة الوحيدة أو الأولى لابن مهديّ في فتكه بآل فارس ، بل إنّه بدأ تحرّكاته الواسعة منذ عام (٦١٠ ه) ، وله أخبار كثيرة ، وقد قتل بشبام سنة (٦٢١ ه) على قول الحامد ، والّذي في «شنبل» أنّه قتل بشحوح ، وهو واد قرب سيئون ، سيأتي ذكره ، وبالتّحديد قتل في (٩) محرم (٦١٠ ه) ، قتلته نهد. انظر في أخبار حملات ابن مهديّ : «جواهر الأحقاف» (٢ / ١١٥ ـ ١٢٣) ، «تاريخ الحامد» (٢ / ٤٩٣ ـ ٤٩٧). «الأدوار» (١٨٠).
(٣) هو عبد الرّحمن بن راشد بن إقبال بن فارس الأصغر ابن محفوظ بن راشد بن إقبال بن فارس الأكبر ، وكان حكمه للشّحر من سنة (٦٢١) إلى (٦٦٤ ه) حيث توفي فيها. وكان من أمره أنّه اشترى حضرموت كلّها سنة (٦٣٦ ه) لكنّها خرجت عن طاعته سنة (٦٣٦ ه) على يد ابن شمّاخ.
والتّفاصيل في «تاريخ الحامد» (٢ / ٥٣٨ ـ ٥٤٣).
(٤) نور الدّين المنصور عمر بن عليّ بن رسول ، أوّل من ملك اليمن من آل رسول ، وكان ملكه من سنة (٥٢٥ ه) إلى سنة (٦٤٩ ه) ؛ إذ قتل فيها.
(٥) أي : حكم آل رسول ؛ وجندهم الغزّ.