وله ذرّيّة ومنصب بالشّحر ، يقوم به الآن الشّيخ سعد بن سعيد الظفاريّ (١) ، رجل خفيف الرّوح ، له نوادر أشهى إلى النّفوس من نوادر أبي دلامة ، ولذلك أحبّه السّيّد حسين بن حامد المحضار.
ومن نوادره : أنّه شكا إلى بعض أهل الثّروة موت حماره ، وطلب منه أن يساعده لشراء البدل عنه ، وما كاد يتلّه (٢) في يده إلّا وضجة من رعاع النّاس ، فقالوا : ماذا؟ قيل : حمار الشّيخ سعد هرب إلى خارج المدينة! فتبعوه وردّوه ، وها هم أولاء يزفّون به ، فقال له الثّريّ : ماذا ترى؟ قال : لو أحياه الله وردّه قبل أن أقبض الدّراهم .. لكانت لك السّعة في استرجاعها ، وأمّا الآن .. فلا.
وله ردّ على «نحلة الوطن» للسّيّد حسن بن علويّ بن شهاب ، أعانه عليه ـ فيما يقال ـ شيخه العلّامة الجليل السّيّد علويّ بن عبد الرّحمن المشهور ، ولذلك خبر طويل مستوفى ب «الأصل».
وبالشّحر جماعة من العلويّين ، منهم : آل باحسن (٣) ، أحدهم السّيّد علويّ بن عبد الله بن محمّد باحسن (٤) ، كان من المتفنّنين في العلم ، شغوفا بتحصيل الكتب ومطالعتها ، ولا سيّما كتب الجلال السّيوطيّ.
__________________
عبد القادر الجيلاني ، نفع الله بهم ، توفّي الأسديّ سنة (٦٠٢ ه) بقرية الحويّة.
من أشهر تلامذته : الفقيه محمّد بن عليّ باطحن الظّفاريّ كتب ترجمة لشيخه سعد الدّين ، وأورد فيها بعض مكاتبات جرت بينه وبين الإمام الفقيه المقدّم ، وللعلّامة باطحن المذكور شرح على هذه الرّسائل. وتاريخ وفاته كما نقله باحسن عن باطحن (٦٠٧ ه) ، وليس (٦٠٩ ه) كما ذكر المصنّف ، ينظر : «تاريخ الشّحر» لباحسن (٢ / ١٣٨ ـ ١٤٢) (خ).
(١) الشّيخ سعد بن سعيد ، من أهل الشّحر المشهورين بالظّرافة ، توفّي حدود سنة (١٣٩٠ ه) ، وقد عمّر ، ولا زال أهل الشّحر يروون نوادره إلى اليوم.
(٢) يتلّه : يضعه.
(٣) آل باحسن جمل اللّيل أهل الشّحر ينسبون إلى السّيّد : عبد الله بن محمّد المجذوب ابن سالم بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عليّ ابن الشّيخ محمّد باحسن جمل اللّيل بن حسن .. إلى آخر النّسب.
ومنهم السّادة آل باهارون ، أهل الحامي ، ونسبهم إلى السّيّد محمّد بن هارون بن الفقيه علويّ بن عبد الله .. إلخ.
(٤) سرد الإمام أحمد بن زين الحبشيّ بعضا من سيرته ومناقبه في «شرح العينية» ، وهو السّيّد الجليل :