القسم الثّاني
في أواسط حضرموت من أعلاها إلى أدناها
لمّا انتهى الكلام على شقّ حضرموت الجنوبيّ وما يقرب منه .. صرنا إلى هذا :
قد سبق أنّ حدّ حضرموت الغربيّ هو جردان ، وعلى إزائه بشيء من التّفاوت شبوة ، وهي في شماله.
وكثير من المؤرّخين يوسّعون هذا الحدّ إلى جبال مأرب ، بل منهم من يدخلها فيه كما ب «الأصل».
وتنشعب الطّرق من جردان : فمن الجهة الغربيّة إلى عمقين (١). وبتشامل إلى شوحط ، ثمّ إلى شرج باوهّال (٢) ، ومنه تخرج طريق إلى ضباب (٣) وهو أسفل جردان.
وأخرى شرقيّه تخرج على آل بايوسف (٤) ، واسم مكانهم : الشّوف ، وماؤه يدفع إلى جردان.
__________________
(١) وادي عمقين ـ بفتح العين والميم وكسر القاف ـ : واد مشهور ، شرقيّ عتق ، يصبّ فيه وادي ميفعة النّازل إلى خليج عدن ، وتوجد به قرى كثيرة ، منها : بلدة عمقين ، ومطرح بن عبيد ، وجول بن نشوان ، والوجر وغيرها .. وهي تتبع حاليّا مركز الرّوضة من مديريّة ميفعة ، وأعمال محافظة شبوة.
وللعلّامة علويّ بن طاهر تحقيق واف عن هذا الوادي في «الشّامل» (٤٧).
(٢) وهذا الشرج يتبع مديريّة عرما بمحافظة شبوة. وآل باوهّال من قبائل آل بلعبيد.
(٣) ضباب : واد مشهور بجوار الضّالع ، ويقال له : الضّبب ، وتسكنه قبيلة آل ضباب ، وهي تنحدر من قبيلة بني هلال من بطن يقال له : النمارة ، ومن ديارهم : البويردة ، والضّواحي ، والشّق ، والسّفال.
(٤) أي : موضعهم ، وآل بايوسف : من الأسر العريقة من كندة ، ولهم تاريخ علميّ حافل ، لا سيّما من سكن شباما منهم ، وهم مفرّقون في الأودية ، ولعلّ هذا الموضع من وادي جردان هو أصلهم ، ونزح منهم قوم إلى قرن ماجد بوادي دوعن.