شبوة (١)
هي في غربيّ عرما ، في منتهى واديه ، والباقي منها دويرات لآل بريك وعبيدهم في قارة فاردة هي آخر الجبال الجنوبيّة ، تشرف على رملة صيهد الواقعة في شمالها ، وهي في مناعة الهجرين ، أو هي أمنع ، وفي وسط الجانب الغربيّ منها مطرح رماد ، لا يتخلّص من يقع فيه ، ولا يدرى ما أصله ، ولفظ شبوة يطلق على النّاحية بأسرها ، وقد قيل : إنّها من حدود حضرموت الغربيّة ، وبه قال صاحب «مفتاح السّعادة والخير» حسبما يأتي في الكسر ، وقيل : ليست منها قال في «التّاج» و «أصله» : (هو واد بين مأرب وحضرموت).
وقال نصر : (على الجادّة من حضرموت إلى مكّة).
وقال ابن الأثير : (ناحية من حضرموت ، ومنه حديث وائل بن حجر أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم كتب لأقوال (٢) شبوة بما كان لهم فيها من ملك) (٣).
وأخطأ الفيروز أبادي في قوله : (إنّها قريب من لحج).
__________________
(١) شبوة : مدينة تاريخيّة هامّة في شرق رملة السبعتين ، كانت قديما عاصمة دولة حضرموت ، وفي الدّولة السبئيّة كانت من أهمّ المدن التّجاريّة ، ومنها تنطلق القوافل التّجاريّة إلى سائر أنحاء الجزيرة ، ويطلق اسم محافظة شبوة اليوم على خمس مديريات : عرما ، وبيحان ، ونصاب ، والصعيد ، وميفعة.
تبلغ مساحتها (٧٣٩٠٨ كم) حوالي (١٤%) من أرض اليمن. وموقعها الجغرافيّ متميّز ، وطول شريطها السّاحلي يبلغ (١٥٠ كم) ، وبها أهمّ تراث حضاريّ ؛ فهي تجمع في حدودها مواقع ثلاث ممالك يمنيّة قديمة ، هي قتبان وعاصمتها تمنع أوتمنه ، في بيحان كما تقدّم ، وأوسان وعاصمتها مسوره ، وهي في وادي مرخة ، وحضرموت ، وعاصمتها شبوة القديمة.
ولا زالت البعثات الآثاريّة تنقّب في هذه المنطقة ، ولا زالت الأيّام تتحف بظهور الجديد من الآثار. وإن أراد القارىء الكريم شيئا من التفصيل لجغرافيّة شبوة .. عليه ب «الشّامل» (١٢٨ ـ ١٣١).
(٢) الأقوال ـ جمع قيل ـ وهو : الملك الّذي تحت الملك الأعظم من ملوك اليمن ، وله جمع آخر : (أقيال) والحديث تقدّم تخريجه.
(٣) النهاية (٢ / ٤٤٢).