وقال مزاحم بن الحارث العقيليّ [من الطّويل] :
وننعم ولا ينعم علينا ومن يقس |
|
ندانا بأندى من تكلّم نفضل |
وبالخيل من أيّامهنّ وشبوة |
|
ودهر ومن وقع الصّفيح المصقّل |
ومعناه : أنّنا نفضّل بالخيل وأيّامها كما قال طفيل [من الطّويل] :
وللخيل أيّام فمن يصطبر لها |
|
ويعرف لها أيّامها الخير تعقب |
وكان في دهر وشبوة وقائع لبني عقيل على بني تميم ، وهما بين داريهما ، ذكره البكريّ في «معجم ما استعجم» [٢ / ٥٥٨] وضبطه بالفتح وقال : إنّه على لفظ اسم الزّمان.
وقد سبق عن ابن الأثير أنّ شبوة من حضرموت ، فدهر من باب أولى ؛ لأنّه أسفل عنها بكثير. وله ذكر في «صفة جزيرة العرب» [١٦٥] لابن الحائك يأتي في رخية.
وفي دهر أكثر من ثلاث مئة رام من آل بلعبيد (١).
رخية (٢)
واد واسع ، في شماله : المخارم ، وفي جنوبه : سهوة.
قال الهمدانيّ : (من قصد حضرموت من بيحان والسّرو ودثينة .. فمخرجه من بلد
__________________
الرّهام : المطر الضّعيف الدّائم. وفي الرّهام : أي بسبب هذا المطر الدائم ؛ حيث إنّ (في) في اللّغة العربيّة لها عشرة معان ، منها : التعليل ؛ نحو : دخلت امرأة النّار في هرة حبستها. وهذا البيت أنشده في «اللّسان» و «التّاج» هكذا بقافية ميميّة. ولكن البيت في «الدّيوان» من قصيدة لاميّة مؤلّفة من ستّين بيتا ، مطلعها :
ألم تلمم على الدّمن الخوالي |
|
لسلمى بالمذانب فالقفال |
وقافيته في «الدّيوان» : (في الرّمال). والمعنى : إنّ هذا البرق الّذي لمع في آخر اللّيل جاء الصّباح وقد استقرّ على صخور هذا البلد المسمّى : دهرا. ومن شدّة الخير الّذي في هذا البرق ..
سالت الأراضي ذات الأشجار إلى الأراضي ذات الرّمال. والله أعلم.
(١) وهم آل عمرو وغيرهم كما تقدّم ، ومنهم جماعة يقال لهم : آل بادهري. من آل هميم.
(٢) وادي رخية : يقع بين وادي عمد شرقا ، ووادي دهر غربا ، قال بامخرمة في «النّسبة» : (الرّخييّ نسبة إلى رخية ـ بالفتح وسكون الخاء وفتح المثنّاة من تحت ثمّ هاء ـ قال القاضي مسعود : جهة عريضة