وقال الشّيخ عمر بن صالح بن هرهرة ، يصف مخرجه من جبل يافع إلى حضرموت سنة (١١١٧ ه) : (وكان مرورنا في وادي المشاجرة ، وهو كثير الأشجار والأنهار ، وحواليه الحصون باليمين واليسار ، وقد اعترضونا وقالوا : لا نمكّن دولة (١) من العبور في وادينا ، فطلبنا عقلاءهم ومشايخهم ، فأرضيناهم وخلعنا عليهم ، فأذنوا لنا بالمرور ، وكان خروجنا إلى الضّليعة) اه
ووادي المشاجرة هو وادي يبعث ، فإيّاه يعني الشّيخ عمر بن صالح ، وإليه يشير ، وقد سلكه سيّدي العلّامة الجليل ، الحسن بن عبد الله الحدّاد ، سنة (١١٤٨ ه) ، ونزل به على محبّيه آل بحيث.
الضّليعة (٢)
هي قاعدة ريدة الدّيّن ، بينها وبين يبعث الواقع في غربيّها مسيرة يوم ، وكان يقال لها : ريدة أرضين ، ثمّ قيل : ريدة الدّيّن ، نسبة إلى سكّانها المتأخّرين (٣).
__________________
(١) أي : حاكم ، باللهجة المحليّة.
(٢) والضّليعة اليوم مركز إداريّ من مديرّية دوعن أعلى وادي حضرموت ، يشتمل على قرى وضياع كثيرة ؛ منها : بريّرة ، براورة ، ضراك ، ضرّيكة ، الكريف ، سحك ، الثجر ، الوليجة ، عتود ، حصن باجعيم ، الخليف ، القويرة ، النجيدين.
(٣) ريدة الدّيّن : منطقة في المرتفعات الواقعة ما بين وادي دوعن ووادي عمد ، وهي صحارى جبليّة ، تتخلّلها شروج ومسيلات ماء صغيرة ، تنحدر منها مياه الأمطار إلى الجروب الّتي يزرعونها. ومن قراها : شرج الأبيضين ، الوليجات ، كيدام ، بامسدوس ، والدّيّن هم حلف يتألف من ثلاثة أصول : كندة ، وحمير ، وأجاردة.
وفي ريدة الدّيّن كثير من المشايخ آل العموديّ. قال صاحب «الشامل» عندما بدأ يتكلم عن جغرافيّة وادي دوعن قال : وقد ذكرنا أودية الوادي الأيسر وأودية الأيمن الشّرقيّة ، والشّرقيّة الجنوبيّة ، وبقيت أوديته الغربيّة والغربيّة الجنوبيّة ، وهي الّتي تسيل إلى الواديين العظيمين وادي حموضة ووادي النّبي. وهما يصبّان في الوادي الأكبر ل (دوعن) من الجهة الغربيّة.
فمن النّاحية الجنوبيّة : تبتدىء الوديان من جبل الحسو بكسر فسكون. ومن الغربيّة : من الشراقي ، أي من شرقي ريدة الدّيّن .. فإن ما كان إلى الغرب ناحية حجر يصب إليها ، وما كان شماليّا غربيّا يسيل إلى الشّعبة ، وما كان شرقيّا يسيل إلى دوعن.