طريق كلّها عقاب كأداء ، إلّا أنّ أقلّها وعورة ـ بالنّسبة فيما يقال ـ : طريق بضه.
وبالنّجيدين من ريدة الدّيّن كثير من المشايخ آل العموديّ ، منهم : الشّيخ عثمان بن محمّد بن عمر العموديّ ، ذهب ولده هذا العام ـ أعني عام (١٣٦٦ ه) ـ تاجرا يحمل ألف ريال إلى الحاضنة ، وكان معه أحد آل باقطمي ، وفي أثناء الطّريق صوّب الرّصاص إلى جوفه وهو يغطّ في نومه ، فأرداه واستلب سلاحه وماله ، إلّا أنّ المشايخ آل العموديّ اجتمعوا من كلّ صوب ، واحتجّوا على آل باقطمي القاطنين بمحيد ، الواقع في شرقيّ حوطة الفقيه ، بينه وبينها كما مرّ في يبعث نصف يوم ، ولا ندري ماذا صار بعد (١).
وفي شمال النّجيدين حوض عاديّ بديع الإصلاح والنّقب ؛ لحفظ الماء طوال سنين الجدب ، لا ينتهي أحد إلى قعره أبدا ، ولا يذكر أحد نفاد مائه بأسره قطّ ، والشّائع بينهم : أنّه من عمارة عاد ، كذا أخبرني الشّيخ محمّد بن سالم باسودان ، خطيب جامع الخريبة ، والمكان الّذي هو به يسمّى : شويحطين.
وعلى مقربة من الضّليعة آثار قرية قديمة ، على أنقاضها كتابات كثيرة بالمسند ، يقال لها : عكرمة (٢).
دوعن
وأمّا دوعن (٣) : فإنّه اسم عجميّ فارسيّ كما يأتي في حوفة ـ ومنه تعرف انتجاع
__________________
(١) الذي صار بعد : أن العمودي اقتصّ من قاتل ابنه ، واستلم تعويضا ماليا من الباقطمي نحو مئة ريال (قرش فرانصه) أو يزيد.
(٢) عكرمة : لعلّها نسبة إلى قبيلة من الصّدف بهذا الاسم ، وهي ضمن ريدة الدّيّن. وتوجد قرى أخرى بهذا الاسم أيضا في : بيحان ، وأخرى في مرخه ، وفي نواحي مأرب ثالثة لآل شبوان.
(٣) وادي دوعن من أودية حضرموت الرّئيسيّة ، ويشكّل مديريّة كبيرة ، ذات مساحة واسعة ، وعدد كبير من السّكّان ، وهو واد عريق وجميل ، وموقعه أعلى وادي حضرموت الرّئيسي شرقيّه. تمتدّ على جانبيه صفوف طويلة من القرى ، تتربّع وسطها وعلى امتداد الوادي غابات من النّخيل وحقول القمح والذّرة وأشجار السّدر.