عوره (١)
هي مصنعة (٢) دوعن وقلعتها الحربيّة ، ومسكن أمرائها. وقد مرّ في ميفعة أنّ الشّيخ الصّالح المغربيّ اجتاز بها ، وألبس صاحبها الخرقة.
وجاء في «صفة جزيرة العرب» [١٧٠ ـ ١٧١] لابن الحائك الهمدانيّ ، الّذي كتبه أوائل القرن الرّابع للهجرة : (أنّ موضع الإمام الّذي يأمر الإباضيّة وينهى كان في مدينة دوعن).
وبما أنّ عوره حصن دوعن .. فالظّاهر أنّها كانت هي موضع إقامته ، ويتأكّد بما سيأتي في القرين.
ولمّا زرت دوعن في سنة (١٣٤٠ ه) .. ألحّ عليّ أميرها المقدّم عمر بن أحمد باصرّة في المجيء إليها ، فاعتذرت ، ولمّا زرتها زيارتي الأخيرة سنة (١٣٦٠ ه). كلّف عليّ الفاضل الأخ علويّ بن محمّد المحضار إجابة دعوة أبنائه ، ففعلت ، ولكنّني ندمت ندامة شديدة ؛ إذ لقيت فيها ما لا أقدر على وصفه من المتاعب في طريقها ، إن ركبت .. خفت السّقوط ، وإن ترجّلت .. لقيت الجهد!
وكان بها مسكن المقدّم عمر بن أحمد باصرّة ، وهو رجل شهم ، وهّاب نهّاب ،
__________________
(١) قال في «الشّامل» : (ثمّ تأتي عوره ـ بعد الرّشيد ـ وبأعلاها على صخور أعلى القارة مصنعة عوره) اه
ومن مشاهير سكّان عوره : آل باشنفر ، سيأتي ذكرهم ، أمّا المصنعة ففيها آل المقدّم باصرة ، ومن هذا يعلم أنّ المصنعة غير البلدة ؛ لأنّ المصنعة إنّما شيّدت حديثا ، بخلاف ما يوهمه كلام المصنّف من أنّ عوره هي ذات المصنعة ، فليعلم.
(٢) المصنعة : مفرد ، جمعه مصانع ، قال في «القاموس» : المصانع : المباني من القصور والحصون.
اه وفي اليمن كثرة كاثرة من المصانع منتشرة في حضرموت وفي شمال اليمن أكثر ، وهي قلاع ومراكز حربيّة هامّة ومحصّنة جيّدا ، عدّد منها المقحفي في معجمه أكثر من (٣٠) مصنعة ، ومصنعة عوره واحدة منها.