ونعم بالهم ؛ إذ كانوا في حلقة الميم من نقل الماء إلى تلك القارة الّتي قلت في وصفها من «رحلة دوعن» [من الطّويل] :
وسرت لداعي (عورة) في وعورة |
|
وعدت كأنّي جئت من ساحة الوغا |
وفي عوره جماعة من آل باشنفر (١) ، لهم تجارة بدوعن وعدن ، ومصر ، وأصلهم ـ فيما يقال ـ من الشّنافر ، نجعوا إلى دوعن بإثر حروب تواقعوا فيها مع بعض أصحابهم ، واسمهم ناطق بذلك ، وإنّما دخل عليه التّصحيف الّذي يدخل بالأغلب بين الحضارمة على الأسماء والألقاب ، ويأتي في قرى تاربه اشتقاق الشّنفريّ (٢).
القرين (٣)
بلد دون الخريبة وبضه ، ولكنّها أكبر من غيرها ، وكان بها مثرى الإباضيّة ـ كما يعلم من كلام الإمام أحمد بن محمّد المحضار وغيره ـ وهي الآن مقرّ السّادة الأبرار آل البار ، ومنهم : الفاضل العلّامة الجليل المقدار ، عمر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن حسين بن عليّ البارّ بن علويّ شرويّ بن أحمد باحداق بن محمّد بن عبد الله بن علويّ بن أحمد ابن الفقيه المقدّم.
__________________
(١) آل باشنفر : أسرة معروفة ، لها مكانة مرموقة في عدن وجدّة ، وأفرادها يتعاطون التّجارة ، ومن أشهر رجالاتها : عبد القادر باشنفر من تجّار عدن.
(٢) وفي جنوبيّ عورة يقع قبر مولى الدّلق ، وهو الشّيخ باعمر ، أحد كبار أصحاب الفقيه المقدّم محمّد بن عليّ باعلويّ ، وهو من مشاهير رجال التّصوّف المبكّر في حضرموت ، ويقال : إنّه حسنيّ النّسب. والله أعلم.
(٣) القرين ـ تصغير قرن ـ : تقع في الجانب الشّرقيّ بعد عوره على يمين الخارج من وادي دوعن المتّجه شمالا ، وبأعلاها شعب غوالة ، به عين ماء أو غيل يسقي بعض أو كلّ السّكّان ، وقد أقيم خزّان ماء أعلى الشّعب قريبا من دار السّيّد الحبيب عبد الله بن حامد البار ، وركّبت الأنابيب لجلب الماء إليه من تلك العين ، وكان ذلك بمساعي الحبيب المذكور ، كما أخبرني ابنه السّيّد عيدروس رحمهما الله.
وبها من السّكّان من السّادة الأشراف : آل البار ، وآل بافقيه ، وآل بن شيخان ، وآل الحبشي.
ومن غيرهم : آل باقتادة ، وكانوا من ولاتها قديما ، وآل باحمدون ، وآل باخريبة ، وآل باعامر ، وآل باكحيل ، وآل باشنيني ، وآل باهميم ، وآل باحجري ، وآل بامقابل ، وآل بامنيف ، وغيرهم.