وسيأتي في سيئون عن الشّيخ عليّ باصبرين أنّ آل باشيخ بسيئون يرجعون في النّسب إلى بني العبّاس ، والعجب أنّه لم يذكر آل باشيخ بدوعن مع قربهم إليه ، والظّاهر أنّهم قبيلة واحدة. والله أعلم (١).
غيل بلخير
قرية صغيرة فيها عين قليلة الماء ، وفيها المشايخ آل بلخير (٢) ، المنسوبة إليهم تلك القرية وغيلها ، ومرجعهم في النّسب إلى أبي الخير ـ أحد ملوك بني عمرو بن معاوية الآتي ذكره في تريم ـ وقد نجعوا من تريم إلى الغرفة ، وبها منهم بقايا ، ثمّ نجع هؤلاء إلى دوعن.
__________________
(١) تأتي بعد هدون في الجانب الشرقي : خسوفر ـ بضمتين فسكون فكسر فاء ـ : بها آل بغلف ، وآل باتيّاه ، وآل بامانع ، وآل باسنبل.
ومن آل بغلف : التاجر الشهير ذو المبرات والصدقات محمد بن أحمد بغلف ، المتوفى بجدة ، كان من كبار أثرياء جدة ، وهو الذي أدخل شبكة المياه إلى دوعن ، وكثير من بلدان وقرى حضرموت ، ومد لها الأنابيب ، واهتم بإنشاء السقايات في الطرق ومواضع نزول الركاب والمسافرين ، وله أوقاف وأربطة متعددة في جدة وحضرموت وغيرها ، رحمه الله تعالى ، وقام بتوسيع عدد من كبريات المساجد.
ثم حصن الجبوب : وفيه القثم. ثم قارة الخزب : أي الخزف ، وفيها : آل باميلح ، والبامعوضة ، وآل باحمدين ، الذين منهم التاجر عبد الله بن محمد باحمدين ، المولود بمكة سنة (١٣٢٩ ه) ، والمتوفى بها ، سنة (١٣٦٩ ه) ، عن (٤٠) عاما ، كان محظوظا في التجارة ، أسس مصانع الثلج ، ومطبعة باحمدين بمكة وجدة ، ترجم له صديقه الأستاذ محمد علي مغربي في «أعلام الحجاز» وفاء له ، (١ / ٨٩ ـ ٩٨).
(٢) آل بلخير : قدمنا ذكر أصلهم ونسبهم ، وظهر فيهم جماعة من أهل العلم والأدب والفضل ، سيذكر المؤلف ههنا أعيانهم. ونزيد هنا : ١ ـ أن الجد الجامع لآل بلخير هو الشيخ الصالح حسن بلخير ، عاش في القرن السابع الهجري ، عاصر الشيخ سعيدا العمودي وأخذ عنه ، توفي بالقويرة. ٢ ـ وابنه أحمد بن حسن بلخير ، توفي بالقرين ، أخذ عن الشيخ يوسف بن أحمد باناجه بحر النور. ٣ ـ جمع الشيخ المعمر الصالح سالم بن حسن بن سالم بلخير المولود سنة (١٣٢٢ ه) ، والمتوفى بجدة سنة (١٤٠٩ ه) ، كتابا سماه : «القصبة في معرفة العصبة» وقرّظه العلامة الناخبيّ ، وفيه معلومات هامة عن هذه الأسرة.