قيدون (١)
هي من قدامى البلاد ، وهي موطن الشّيخ الكبير سعيد بن عيسى العموديّ (٢).
وهو والفقيه المقدّم أوّل من سلك طريق التّصوّف بحضرموت ، وقد ترجمه غير
__________________
الشيخ عبد الله بن عمر باجمّاح ـ بضم الجيم وتشديد الميم ـ المولود بها سنة (١٢٨٣ ه) ، تلقى علومه على يد الشيخ حسن بايماني المتقدم ذكره ، ثم هاجر إلى جاوة ولازم بها عددا من العلماء ، وقرأ في الهند على الفقيه عمر بن سعيد بن أحمد الخطيب باراسين القيدوني في حيدرآباد ، ومن شيوخه ب (جاوة) السيد أحمد بن طه السقاف ، وكانت وفاته بعد عودته من جاوة في بلدته سنة (١٣٥٥ ه). له ذكر في «الشامل» (١٩٢ ـ ١٩٣) ، و «تاج الأعراس» ، ومن تلامذته الأكابر : السيد الجليل الحبيب أحمد بن محسن الهدار ، الملقب بالمحجوب ، المتوفى ب (المكلا) سنة (١٣٥٧ ه) ، ترجمه في «العقد الفريد» وغيره.
الشيخ محمد بن عبد الله بافيل الدوعني ، ثم المكي ، ولد بقرية فيل سنة (١٢٨١ ه) ، وقدم الحجاز وعمره (٢٠) سنة ، فأخذ عن السيد أحمد زيني دحلان ، وتفقه على يد الشيخ محمد سعيد بابصيل ، وتلميذه العلامة عمر باجنيد ، وغيرهم وكانت له خلوة في جبل قعيقعان ـ جبل هندي ـ في الطريق المؤدي إلى باب العمرة ، وكان يأتي إلى الحرم في الثلث الأخير من الليل ، ويمكث بعد الصبح حيث يعقد حلقته في حصوة باب العمرة ، ولم يزل هكذا دأبه لمدة ثلاثين عاما ، حتى توفي سنة (١٣٥١ ه) ب (مكة) ، ولم يخلف أحدا ، وترك بعض الثياب وكتبا وجبة وسجادة وعمامة فقط ، ولم تكن الدنيا له على بال. «سير وتراجم» عمر عبد الجبار (٢٦٦ ـ ٢٦٧).
وفي العصر الحاضر من أعيانهم الشيخ سعيد بن محمد معنوز بافيل ، نزيل الطائف صاحب أياد بيضاء ومكارم ومروءة وهو من السابقين إلى المكرمات متع الله بحياته.
(١) قيدون : من قدامى بلدان دوعن ، وحكمها عدة حكام في الأزمان المتقادمة ، وإنما اشتهر تاريخها وذكرها بعد ظهور الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، وأول ما يقابل الداخل إلى قيدون : الكريف الجديد ، الذي سعى السادة آل الحداد في بنائه وعمارته في سنة (١٣٤٦ ه) ، وجلبوا الماء إلى قيدون من غيل البويردة ، وتفصيل الكلام على ذلك في كتاب «الشامل».
(٢) الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، ولد بقيدون في مطلع الست مئة الهجرية تقريبا ، قال في حقه العلامة الشرجي الزبيدي (ت ٨٩٣) في «طبقات الخواص» : أحد كبار مشايخ حضرموت ، كان مشهورا بالولاية الكاملة ، والكرامات المتعددة ، يده في التصوف للشيخ أبي مدين المغربي بينه وبينه رجلان ، كان نفع الله به شيخا كبيرا ، كاملا مربيا ، تخرج به جماعة من كبار الصالحين ، وله في تلك الناحية ذرية مباركون ، وأتباع كثيرون ، يعرفون بآل أبا عيسى ـ على عرف أهل حضرموت في التزام الكنية الألف بكل حال ، على لغة القصر ـ ولهم هناك زوايا مشهورة) اه (١٤٥ ـ ١٤٦). ينظر : «الصفحات» لباوزير (١٤٩) ، «الشامل» (٢٢٩) وما بعدها.