بسم الله الرّحمن الرّحيم
[المقدّمة]
أمّا بعد حمد الله لكماله ، والصّلاة والسّلام على نبيّه وأصحابه وآله .. فهذا ما انتهى به السّير ، في اقتراح بلخير (١) ، وما ظننته كذا ، فقد لقّاني أذى ، إذ لم يكن له مثال يحتذى ، لقد خلته أدنى من القاب (٢) ، فإذا هو أنأى من العقاب (٣) ؛ فالحاصل كثير ممّن خنق دقاقه الرقاب (٤) ، وبما أنّ مثله يديم الذّكرى في الأعقاب ، ويخلّدها طول الأحقاب (٥) .. فقد أهديته لمن أخذ على الكرام الأنقاب (٦) ، وغني عن
__________________
(١) عندما اطّلع الأستاذ بلخير على كتاب ابن عبيد الله المسمّى «بضائع التابوت» .. اقترح عليه أن يلتقط منه ما يخصّ البلدان الحضرميّة ويجعله على شكل معجم ؛ ليسهل الاطّلاع عليه والرّجوع إليه .. فخرج كتابنا هذا «إدام القوت». وبلخير المشار إليه هنا ، هو معالي الشيخ الأديب الوزير المعمّر عبد الله بن عمر بن محمد بن عمر بن حسين بن عمر دحدوح ابن أحمد بن حسن بلخير الحضرمي الدوعني ، مولده بغيل بلخير سنة (١٣٣١ ه) ، نشأ في بيئة علمية محافظة وهاجر بصحبة والده إلى الحجاز سنة (١٣٤٥ ه) ، ثم التحق بالمدرسة الأهلية في الشبيكة سنة (١٣٤٦ ه) ، ثم التحق بمدرسة الفلاح سنة (١٣٤٨ ه) ، وتخرج منها سنة (١٣٥٣ ه) وفي سنة (١٣٥٤ ه) ابتعث إلى بيروت لإتمام دراسته في جامعتها الأمريكية ، وصحب ثلة من أبناء العائلة المالكة وأبناء الوزراء لنجابته ولعناية الحكومة به ، تقلد مناصب حكومية هامة ، منها : أنه أول وزير إعلام في المملكة العربية السعودية ، توفي يوم الأحد (٤ / شوال / ١٤٢٣ ه).
(٢) القاب : المقدار ، وقاب القوس : مقبضه ، وهو كناية عن القرب ، وفي التنزيل العزيز : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).)
(٣) العقاب : طائر من الجوارح ، يحلّق بعيدا في الفضاء فلا يناله أحد بسهولة. أو العقاب ـ جمع عقبة ـ وهي : المرقى الصّعب من الجبال ، والظاهر الأوّل. والله أعلم.
(٤) الدقاق : ما دقّ وصغر ، والمعنى : أن ما تحصّل من المجموع كثير للجامع الذي حمل عبئا يخنق حمل صغاره الرقاب فضلا عن كباره.
(٥) الأحقاب : الدّهور.
(٦) الأنقاب ـ جمع نقب ـ وأصله : الشقّ في الجبل ، ومنه الحديث : «فإنّ على أنقابها ملائكة».
والمقصود : أنّه منعهم من التّقدّم في حلبة المكارم بوفرة نداه ؛ حيث لا يقوون على مجاراته.