وصوله بشهر ونصف شهر ، فعاشا في كنف أمّهما وأبيها ، وكانت أمّ أعمامهم محمّد وحسن وعليّ ـ وهي سعديّة بنت الحبيب محمّد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن زين الحبشيّ ـ تبعث لهم بالمواساة ، ولمّا يفع عبد الله .. نجع إليها بحوطة آل أحمد بن زين ، فكفلته ، وكان يتردّد إلى الغرفة ؛ فله أخذ عن الأستاذ الأبرّ الحبيب عيدروس بن عمر ، ولمّا استغلظ علويّ .. قدم عليها أيضا ، فآوته ؛ إلّا أنّها شغلته بالخدمة حتّى أنّها لا تمكّنه من حضور الرّوحة بالحوطة. هذا آخر كلام القاضي عبد الله بن حسين.
وأشهر أولاد عبد الله بن طه حالا ، وأعلاهم كعبا ، وأكثرهم جمالا : هو شيخنا صاحب النّفس الأبيّة ، والهمم العليّة ، والشّهامة والأريحيّة ، كثير العبادة والتّلاوة والأذكار ، ظاهر السّيادة والسّعادة والأنوار ، صالح بن عبد الله ، زرته بداره في نصاب آخر سنة (١٣٤٩ ه) فأجلّني وأكرمني وألبسني وأجازني وشابكني ودعا لي بدعوات عظيمة.
وممّن بقيدون من السّادة : آل بافقيه ، وقد مرّ في الخريبة ذكر السّيّد أبي بكر بن محمّد بافقيه (١) ، وأثنى عليه شيخنا المشهور في «شمس الظّهيرة» ، وقال : «إنّه توفّي بقيدون في سنة (١٠٥٣ ه)».
ثمّ رأيت الشّليّ ترجم له في «مشرعه» وأطنب في الثناء عليه ، وذكر له علما جمّا وفضلا كثيرا (٢).
وبقيدون جماعة من ذرّيّة السّيّد عمر بن عبد الرّحمن بن عقيل بن عبد الرّحمن السّقّاف (٣) ، وهم : آل باعقيل :
منهم : السّيّد الصّالح عبد الرّحمن ، صاحب المشهد المعروف بصيف ، توفّي ببضه منقرضا.
__________________
(١) انظر ترجمته في «الشامل» (٢٤٠ ـ ٢٤١).
(٢) «المشرع الروي» (٢ / ٤٤ ـ ٤٥).
(٣) توفي السيد عمر بن عبد الرحمن سنة (٩٦٧) أو (٩٩٧ ه) ، وأما والده فتوفي بتريم سنة (٩١٠ ه). وتقدم أن جده عقيل توفي بتريم سنة (٨٧١ ه).