وكانت رئاسة الوادي الأيسر لآل الشّيخ محمّد بن سعيد ولقبائلهم الحالكة ، ومن مناصبهم : الشّيخ محمّد عبود القحوم ، السّابق ذكره في قرن ماجد ، وله بلاد الماء وخديش وقرن ماجد ، وهو من الوادي الأيمن ، وله العرسمة ونصف صبيخ ، وهي من الأيسر.
ومنهم : الشّيخ حسن بن بدر ، وله صيف وفيل.
ومنهم : الشّيخ أحمد بن حسين بن عبد الله بن محمّد ، وله حوفة وضري وتولبة.
ومنهم : الشّيخ عبد الله بن قاسم بن عبد الله بن محمّد (١) ، وله العرض ، ونصف صبيخ مثرى القحوم.
ومنهم : الشّيخ حسين بن محسن ، وعمر بن عبد الله ، ولهم حيد الجزيل.
وأوّل ما انفتح الباب لباصرّة إلى الوادي الأيسر : شرّ حدث بين الخنابشة وآل باهبري ، سببه : أنّ أحمد بن سالم باشجيرة الخنبشيّ تزوّج امرأة من آل باهبري ، يقال لها : قمر ، بدون رضا من بني عمّها ، فبينما امرأة من الخنابشة تستقي من غيل جريف .. إذ عمد لها بعض آل باهبريّ فأراق ماءها ، فخفّت (٢) إلى أهلها ، فكانت بينهم وقعتان ، قتل في الأولى عمر بن سالم الخنبشيّ ، وفي الثّانية أخوه عبد الله بن سالم الخنبشيّ ، وكان ذلك أوائل سنة (١٣٢٢ ه) ، فخاف آل باهبريّ من الخنابشة ، وكان شيخ قبائل الحالكة كلّها المقدّم عمر بن أحمد بلحمر ، فلجأ إليه آل باهبريّ ، فأعطاهم بعض رجاله بصفة الخفارة (٣) ، فسقط في يد الخنابشة ، وأيقنوا بتعذّر الثّأر ، فاستعانوا بالمقدّم عمر بن أحمد باصرّة ، وكان ينظر إلى واديهم نظر الجزّار إلى التّيس ، وتحالفوا معه سرّا حلفا هجوميّا دفاعيّا ، آثروا التّكتّم به ؛ لئلّا ينتبه آل باهبريّ فيأخذوا حذرهم ، ولمّا ظهر لهم قاتل أحد إخوانهم .. أطلقوا عليه الرّصاص فنضخ دمه في ثياب بلحمر ، فاستشاط المقدّم عمر بن أحمد بلحمر ،
__________________
(١) وترجمته في «الشامل» (١٧٩) ، ووفاته سنة (١٣٣٤ ه).
(٢) خفّت : أسرعت.
(٣) الخفارة : العهد والجوار.