وأحاط بجحي الخنابشة ، ولمّا اشتدّ الأمر .. أمدّهم باصرّة بأربع مئة مقاتل ، فأبلعوهم الرّيق.
وفي سنة (١٣٢٥ ه) سار بلحمر وأهل ليسر ـ ومنهم : آل بقشان ، ورؤساء الحالكة ، والشّيخ أحمد بن حسين العموديّ ـ إلى المكلّا ، وحالفوا القعيطيّ وأعطوه الوادي ، وأعلنوا ذلك بالأسواق ، ففتّ بذلك في أعضاد الخنابشة ؛ إذ لا يستطيعون مقاومة بلحمر إلّا بالقعيطيّ ، ومتى حالفه .. ماذا يفعلون؟ فبقوا ساكتين حتّى نزغ الشّيطان بينهم ، ونشبت الحرب مرّة أخرى ، وسرعان ما انعقد الصّلح بين الخنابشة وبلحمر على أن لا تكون مساعدة من القعيطيّ للخنبشيّ في مدّة الصّلح ، ولمّا انتهى .. حصلت مساعدة قليلة استمرّ بها الخنبشيّ على الحرب عشرة أشهر ، ولمّا اشتدّ الحصر على الخنابشة بالجحي .. جاءت نجدة المكلّا ، وتقدّم باصرّة من الوادي الأيمن ، وأحاط بالعرسمة فسلّمت في سنة (١٣٢٨ ه) ، ثمّ سلّمت الجديدة ، ثمّ صبيخ ، ثمّ جريف ، ثمّ الدّوفة.
ثمّ انعقد الصّلح بين القعيطيّ والحالكة على بقائهم بمساكنهم وأموالهم في الوادي الأيسر مجلّين محترمين ، إلّا أنّ المقدّم عمر بن أحمد بلحمر لم يطب له المقام مكتوف اليد ، فذهب إلى سيئون ثمّ إلى وادي العين ثمّ إلى ريدة الجوهيّين ثمّ إلى لبنة بارشيد عند نوّح ، فلم يعثر بطائل فعاد إلى بلاده ، وأجرى له السّلطان غالب بن عوض ما يكفيه ، وتفصيل هذه الأخبار ب «الأصل» (١).
ومن وراء قيدون عدّة قرى وشراج (٢) ، ومنها :
مسه ، وهي قرية صغيرة على يسار الذّاهب إلى دوعن ، يسكنها ناس قليل من آل
__________________
(١) وفي «الشامل» تفصيل أوسع مما هنا لحوادث الوادي الأيسر (ص ١٨٦ ـ ١٨٨) ، وينظر «تاريخ البكري» (٢ / ٣١ ـ ٣٤).
(٢) الشّراج : مسايل الماء ومن هذه القرى الصغيرة : قرية مسه ، وهي على يسار الذاهب إلى دوعن ، يسكنها آل بامحرز ، وآل العمودي. وبها كانت وقعة مسه في عام (١١١٥ ه) ، وتفصيلها في «العدة المفيدة» (١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥).