بامحرز ، وفيها غيل جار ، عليه نخيل لآل بامحرز ولآل العموديّ ، وعليه تزرع الخضراوات ، وحواليها كانت وقعة مسه ، وحاصلها : أنّ السّلطان عيسى بن بدر بن عليّ بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق أغرى ولده جعفرا على الشّيخ محمّد بن مطهّر العموديّ في ألف وثمان مئة .. فلاقاه العموديّ في عدد قليل ، ولمّا رأى عسكر جعفر .. انهزم ، فتبعه عسكر جعفر ، ثمّ لم يشعروا إلا بكمين من العموديّ يركب أكتافهم ، ويفعل بهم الأفاعيل ، وفرّ الأمير جعفر بمن بقي معه إلى الهجرين ، وفي ذلك يقول شاعرهم :
سبعة ومئتين غلبوا سبعة عشر مية
وكان ذلك في حدود سنة (١١١٥ ه) كما فصّل ب «الأصل».
ومنها : نسرة ، فيها آثار ديار قديمة ، وقد بني فيها مسجد ومدرسة على نفقة الشّيخ أحمد بن مساعد (١) ـ أو مداعس ـ الموجود الآن فيما يقال بالحديدة.
وقد رجوت أن يحصل من هذه المدرسة ما كنت أؤمّله ؛ إذ لا يرجى الخير من مدرسة يختلط أبناؤها بالأوساط الفاسدة ، وإنّما يرجى من مدرسة داخليّة ينتخب لها معلّمون صالحون ، على أبلغ ما يكون من النّزاهة والتّقوى ، حسبما اقترحته على السّلطان القعيطيّ في أواخر ذكر المكلّا ؛ لأنّ الخلطة الدّاء ، وإنّما التّلميذ هو ظلّ المعلّم .. ينحو نحوه ، ويقتصّ أثره ، ولكن بلغني ـ ويا للأسف ـ أنّ تلك المدرسة أقفلت ، وطاحت تلك العبارات ، وفنيت تلك الإشارات ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ، وما شاء الله .. كان ، وما لم يشأ .. لم يكن (٢).
__________________
(١) ويقال إنما هو بن مداعس ، والذي سمّاه وغيّر اسمه إلى مساعد هو الحبيب أحمد بن حسن العطاس ، وكان هو من محبيه المؤتمرين بأمره.
(٢) ولا زالت هذه المدرسة قائمة إلى اليوم ، وكان الطريق يمر من تحتها ، ثم لما شق الطريق الإسفلتي .. صار يمرّ بعيدا عنها ، وقبيل نسرة يمر بخريخر وفيها يمر أيضا تحت مدرسة بناها آل بن محفوظ باسم والدهم سالم بن محمد الشيبة بن محفوظ ، وفيها سكن داخلي.