الهجرين (١)
هي واقعة في حضن جبل فارد جاثم على الأرض كالجمل البارك من غير عنق ، تحفّ بسفوحه النّخيل من كلّ جانب ، متجانف طرفه الغربيّ إلى جهة الجنوب ، وطرفه الشّرقيّ إلى جهة الشّمال. وموقع الهجرين في جنبه الأيسر ، تشرف على سفوحه الجنوبيّة ديار آل مساعد الكنديّين ، وفي يسار سنامه ديار آل يزيد اليافعيّين ، ومن فوق ديار آل يزيد آثار حصن ، يقال له : حصن ابن ميمون.
وفي ضواحي الهجرين ثلاث حرار ، يقال لإحداهما : حرّة ابن ميمون ، وللأخرى : حرّة بدر بن ميمون ، وللثّالثة : حرّة مرشد بن ميمون.
وعلى حارك ذلك الجبل بليدة صغيرة (٢) ، يقال لها : المنيظرة (٣) ، قليل منها يشرف على جهة الجنوب ، والأكثر إنّما يشرف على جهتي الشّرق والشّمال ، وفيها مسجد قديم كثير الأوقاف ؛ لأنّ مساجد اندثرت هناك فتحوّلت إليه صدقاتها ؛ لأنّه أقرب ما يكون إليها.
وفي جنب ذلك الجبل الشّبيه بالجمل من جهة الشّمال آثار دمّون المذكورة في قول امرىء القيس [في «الأغاني» ٩ / ١٠٦] :
تطاول اللّيل علينا دمّون |
|
دمّون إنّا معشر يمانون |
وإنّنا لأهلنا محبّون |
__________________
(١) الهجرين مدينة قديمة ، بها آثار ترجع إلى العصور الحميرية القديمة ، ويحيط بها واد خصيب ، وسكانها : آل النعمان ، وآل بانافع ، وآل بن عفيف ، وآل بن محفوظ ، والسادة آل الكاف ، وجماعة من آل العطاس ، وآل الجيلاني ، وآل الحامد ، وآل السعدي ، وقديما كان بها المشايخ آل بامخرمة.
وللسيد العالم الصالح الحبيب حسين بن أحمد بن عبد الله الكاف منظومة في عادات أهل الهجرين تسمّى : «مرآة الصّور فيما لأم الهجر وأهلها من العادات والسّير» ، مطبوعة.
(٢) الحارك للبعير : عظم مشرف من جانبه ، ومنبت أدنى العرف إلى الظهر الذي يأخذ به من يركبه ، وهو بأعلى الكاهل.
(٣) لهذه المنيظرة ذكر في التاريخ وأحداث هامة ، تنظر في «تاريخ شنبل».