ومن آل البطاطيّ (١) : أحمد بن ناصر ، الموجود بالمكلّا الآن (٢) ، وهو أدهى يافع وأرجحها عقلا فيما أراه اليوم ، إلّا أنّه نفعيّ يؤثر مصلحة نفسه على منفعة حكومته ، وربّما كان له عذر بإعراض موظّفي الحكومة بالآخرة عن إشاراته ، وعدم اعتبارهم لنصائحه ، وهو من أبطال بني مالك وشجعانها ، حتّى لقد أغضبه حال من أحمد بن محمّد بن ريّس العجرانيّ ـ وهو خال الأمير عليّ بن صلاح وله منه وجه وكفالة فقتله أحمد بن ناصر غير حاسب لذلك حسابا ، فتميّز الأمير عليّ بن صلاح من الغيظ ، ولم يكن إلا أن أرسل السّيّد حسين بن حامد بأحمد بن ناصر مع ولده أبي بكر بن حسين إلى الريضة للتّرضية ، فسوّيت المسألة.
وفي جنوب الهجرين أنف ممتدّ من جبل ، ذاهب طولا إلى دوعن ، وعليه بلدة لأناس من آل أحمد بن محفوظ ، يقال لها : صيلع ، وهي المذكورة في قول امرىء القيس [من الطّويل] :
أتاني وأصحابي على رأس صيلع |
|
حديث أطار النّوم عنّي وأفحما (٣) |
أقول لعجليّ بعيد إيابه |
|
تبيّن وبيّن لي الحديث المجمجما |
فقال : أبيت اللّعن عمرو وكاهل |
|
أباحوا حمى حجر فأصبح مسلما |
وقد ظفرت منها بضالّة منشودة ؛ لأنّها مقطع النّزاع في حضرميّة امرىء القيس ؛ ولذا كرّرتها ب «الأصل» اغتباطا واعتدادا بتدليلي بها ؛ إذ لم يقل أحد عند ذكرها ـ لا ياقوت ولا صاحب «التّاج» ولا شارح «الأمثال» ولا غيرهم ـ : إنّها تحاذي الهجرين بحضرموت غيري ، فلله الحمد.
__________________
(١) آل البطاطي فخذ من آل اليزيدي أهل يزيد من بني قاصد في يافع ، وكانوا ثلاثة أقسام : بطاطي حمومة ، وبطاطي الخضراء ، وبطاطي الجبل ، وكانوا على رأس الطوائف التي حكمت وادي دوعن فيما مضى.
(٢) تحدث عنه المستمر فلبي في كتابه «بنات سبأ» وقص بعض أخباره.
(٣) ذكر العلّامة الميداني رحمه الله في «مجمع الأمثال» (٢ / ٤١٨) : أنّ امرأ القيس كان يشرب هو وأصدقاؤه ، ثمّ أتاه خبر مقتل أبيه ، فقال : ضيّعني صغيرا ، وحمّلني دمه كبيرا ، لا صحو اليوم ، ولا شرب غدا ، اليوم خمر ، وغدا أمر ، ثمّ قال الأبيات.