وفي أخبار بدر بوطويرق الكثيريّ أنّه بنى صيلعا هذي في سنة (٩٤١ ه) (١) ، وأسكن فيها آل محفوظ وآل باداس المطرودين من الهجرين (٢).
ولا يحصى من أنبتته الهجرين من الرّجال ؛ إذ كانت فيهم ثالثة شبام وتريم.
ومنها آل عفيف الكنديّون (٣) ؛ منهم : الصّوفيّ الجليل ، الشّيخ أحمد بن سعيد بن عليّ بالوعار (٤) ، والشّيخ عمر بن ميمون الكنديّ ، من معاصري الشّيخ عبد الرّحمن السّقّاف ، والشّيخ فضل بن عبد الله بافضل ، والشّيخ محمّد بن عليّ العفيف الهجرانيّ ، كان من تلاميذ الحبيب عبد الله بن أبي بكر العيدروس ، المتوفّى سنة (٨٦٥ ه) ، وكان الشّيخ محمّد هذا يعرف الاسم الأعظم.
ومن كتاب سيّره العلّامة عليّ بن حسن العطّاس ما نصّه : (إلى حضرة سيّدي الولد الأمجد الأرشد الصّادق الأودّ الأنجد الشّيخ الأكرم الفاضل المحترم عفيف الدّين وسلالة الصّالحين وبركة المسلمين عبد الله ابن سيّدي الشّيخ العفيف ابن الشّيخ عمر ابن الشّيخ عبد الله ابن الشّيخ العفيف ابن القطب الشّيخ عبد الله بن أحمد بن محمّد العفيف عفا الله عنه) اه
__________________
(١) لصيلع ذكر في التاريخ قبل هذا كما في «تاريخ شنبل» (١٤٧) ، و «العدة» (١ / ١٣٤) ، و «الحامد» (٢ / ٦٨١) .. فليتنبه.
(٢) «تاريخ الشحر» للطيب بافقيه (ص ٢٢٨).
(٣) آل بن عفيف : من كندة ، كما في «جواهر الأحقاف» لباحنان (٢ / ١١). وهم أسر وبطون كثيرة ؛ منها : آل الشيبة ، وآل الحاج ، وآل بن وجيه ، وآل كديمة ، وآل السكوتي ، وآل باعلي ، وآل الصالب ، وآل بادحمان.
* تنبيه : آل بن عفيف هؤلاء هم غير آل العفيف سكان لجرات بدوعن ؛ فإن أولئك من الحالكة ، وقد يقال لسكان الهجرين : آل العفيف.
(٤) الشيخ أحمد بالوعار : هو العارف بالله الشيخ الصالح أحمد بن سعيد بن علي بن محمد بن عفيف الكندي ، الملقب : (بالوعار ـ أبا الأوعار) ، لقب بذلك لأنه كان يحمل نفسه على المجاهدات الثقيلة الشديدة على النفس ؛ تشبيها لسالك تلك الطريق بسالك الطرق الوعرة ، قال الحبيب أحمد بن حسن العطاس في «مجموع كلامه» : بلغنا أنه طلب العلم بظفار وأقام بها نحو ثمان سنين. وكانت وفاته بالهجرين سنة (٦٣٢ ه) كما نقل عن بعضهم.