(أنّ مدينة أوفير الّتي جاء في سفر الملوك الثّالث من «التّوراة» أنّ سليمان عليه السّلام جلب منها ستّ مئة وستّة وستين قنطارا من الذّهب في سنة واحدة .. هي في شرقيّ عدن ، على مسافة أربع مئة ميل) اه
وذلك صالح لأن يكون في حضرموت ، وسيأتي ذكر فرط الحميرا في موضعه ، قبيل القارة.
وفي ذلك السّفر أيضا : ذكر الاتّفاق بين ملك أورشليم ـ وهو سليمان عليه السّلام ـ وملك صور ـ وهو حيرومر ـ على إنشاء السّفن لتمخر البحر المحيط الهنديّ وغيره ، وترسو بمراسي الشّحر وظفار ، المسمّاة لذلك العهد بزفز ؛ لأنّها كانت مقرّ ثروة عظيمة ، وواسطة اتّصال بين الشّرق والغرب كما يأتي في موضعه.
ويحدّها شمالا : صحراء الأحقاف. وجنوبا : بحر عمان. وشرقا : سلطنة مسقط. وغربا : ولاية اليمن. وهذا أوسع الحدود عند ياقوت من الجهات الثّلاث ، أمّا من جهة الشّمال .. فلا ؛ لأنّه كالصّريح في إخراج صحراء الأحقاف عن حدّها ، وقيل : إنها ـ أو بعضها ـ منها ، لا سيّما وأنّ الخطّ الّذي يمتدّ من سلطنة مسقط إلى الجهة الغربيّة يشملها ، بل يشمل أكثر منها ، فلئن خرجت في كلام ياقوت من ناحية .. فقد دخلت فيه من النّاحيتين الأخريين (١).
__________________
(١) ومن أدق ما حددت به حضرموت : ما ورد في «الشامل» (٢٦ ـ ٢٧) من بدء الحدود من عين با معبد ، وهي بأعلى حضرموت كما قرره المؤلف ، وتقع عين بامعبد على خط العرض (٢٥ ـ ٢ ـ ١٤) (أربع عشرة درجة ودقيقتين وخمس وعشرين ثانية) من خط العرض الشمالي وهي في الساحل في الجانب الغربي الجنوبي بين حضرموت وأحور ، فتدخل : بير علي وبلحاف. ثم يمتد خط الحدود منها إلى الشمال بخط معترض يزداد ميلا إلى جهة الغرب ، حتى ينتهي إلى البرية عند مخرج وادي جردان إلى الصحراء. وهذا الحد غير مستقيم بل هو متقدم إلى جهة الغرب في جردان وإلى جهة الشرق في عين بامعبد وخط العرض الواقع عليه جردان (١٤ ـ ١٥) (خمس عشرة درجة وأربع عشرة دقيقة) .. فالبعد بينه وبين (العين) نحو (٧٢) ميلا إلا ربعا من جهة خط الاستواء.
ثم الحد الثاني : من عين بامعبد إلى مخرج وادي المسيلة ، بين سيحوت ودرفوت ، وطول هذا الخط الممتد : (٢١٠) أميال.
والحد الثالث : خط هلالي غير منتظم التقويس ، يبتدىء من سيحوت ويمتد إلى البر في نحو نصف