حوره (١)
قال ابن الحائك في موضع من «صفة جزيرة العرب» [١٦٨] : (هي مدينة عظيمة لبني حارثة من كندة).
وقال في آخر [١٧١] : (ولبدّا (٢) قرية أخرى ، يقال لها : حوره ، فيها بطنان يقال لهما : بنو حارثة ، وبنو محرية من تجيب ، ورأسهم اليوم : حارثة بن نعيم ، ومحمّد ، ومحرية أبناء الأعجم) اه
وقوله : (قرية) لا يخالف قوله : (مدينة عظيمة) ؛ لأنّ القرية قد تطلق عليها ، وقد سمّى الله مكّة قرية ، بل هي أمّ القرى.
وفي الجزء الثّامن [ص ٩٠] من «الإكليل» : (أنّ حوره من حصون حمير بحضرموت ، فيها كندة اليوم) اه
وكانت حوره في الأزمنة المتأخّرة تحت حكم النّقيب بركات بن معوضة اليافعيّ ، وله مكاتبات من الحبيب عليّ بن حسن العطّاس ، ثمّ استولت عليها عساكر السّلطان عبد العزيز بن محمّد بن سعود ، أو ولده سعود المتوفّى سنة (١٢٢٩ ه) ـ حسبما سبق في الشّحر ـ وطردوا النّقباء اليافعيّين.
وكانوا وصلوا إلى حضرموت سنة (١٢١٩ ه) ، ولكنّهم كانوا قليلا إذ ذاك فصدّهم السّلطان جعفر بن عليّ الكثيريّ عن شبام :
فإمّا أن يكونوا انحازوا من عامهم ذلك إلى حوره ، وطردوا النّقباء اليافعيّين منها. أو صالحوهم لاتّفاق في المبادىء ؛ فقد سمعت كلّا من أفواه المعمّرين.
__________________
(١) حوره ـ بفتح يميل إلى الضم ـ : مدينة مشهورة بوادي العين ، وهي منطقة زراعية تكثر حواليها النخل والسدر ، وتشكل اليوم مركزا إداريا تابعا لمديرية القطن ، ويشمل هذا المركز : النقعة ، المنبعث ، قعوضة ، سدبه ، عرض بوزيد ، الظاهرة ، كيرعان ، شريوف ، وفي حوره : آل باوزير ، وناس ترجع أصولهم إلى كندة.
(٢) بنو بدّا : بطن من تجيب.