يسمّون الشّهداء ـ يطعمون القادم عليهم ، وهي على ساحل بحر يصطادون السّمك ، ويحرثون على البقر) اه ما ذكره القاضي مسعود ، وهو آخر كلام بامخرمة (١).
وقوله : تسقى من وادي العين .. يدلّ على أنّ الشّيخ عمر باوزير لم يبتدي ذلك الضّمير ؛ لأنّ القاضي مسعودا أقدم منه.
وقال الطّيّب في موضع آخر : (وآل الملكيّ ـ بفتحتين وكاف ـ جماعة من مسلمي الرّوم النّصارى) وقد استبهم عليّ أمرهم في «الأصل» (٢) ، ووقعت في إشكالات لم تنحلّ بهذا ، ولكنّها تنكشف بما سيأتي في مريمة ، ومنه يعرف كثرة من نجع إلى حضرموت من العجم ، وقد سمعت بمؤلّف في خصوص ذلك.
وفي حضرموت أسماء عجميّة لكثير من البلدان ، كما سبق أنّ دوعان مؤلّف من (دو) وهو الاثنان ، و (عان) وهو المكان المرتفع ؛ يعني واديين مرتفعين.
وفي «صفة جزيرة العرب» للهمدانيّ [ص ٢٧٨] : (يبرين في شرقيّ اليمامة ، وهي على محجّة عمان إلى مكّة ، وبينها وبين حضرموت العجم بلد واسع).
وبما أنّ اسم دوعن فارسيّ .. فالظّاهر أنّ كثرة أعاجمها منهم ؛ بأمارة : أنّ صعبة أمّ طلحة بن عبيد الله من بنات فارس ، وهي حضرميّة أخت العلاء بن الحضرميّ ، وكانت تحت أبي سفيان بن حرب ، فلم تزل به هند حتّى طلّقها وتبعتها نفسه ، فقال [من المتقارب] :
إنّا وصعبة فيما ترى |
|
بعيدان والودّ ودّ قريب |
فإلّا يكن نسب ثاقب |
|
فعند الفتاة جمال وطيب |
لها عند سرّي بها نخرة |
|
يزول بها يذبل أو عسيب |
ذكره ابن قتيبة في «عيون الأخبار» ، وذكره أيضا غيره ، والبيت الأوّل منها
__________________
(١) نسبة البلدان (خ ٩٧).
(٢) وبهذا يزول الإشكال من كتب التاريخ الحضرمي ؛ إذ ورد في بعضها تسميتهم بالحالكي أو المليكي أو المالكي.