يصف بقرا تستنّ بالضّرو ، وهو : شجر يستاك به.
وقال فروة بن مسيك المراديّ [من الوافر] :
أحلّ يحابر جدّي غطيفا |
|
معين الملك من بين البنينا |
وملّكنا براقش دون أعلى |
|
وأنعم إخوتي وبني أبينا |
وقال علقمة [من الوافر] :
وهل أسوى براقش حين أسوى |
|
ببلقعة ومنبسط أنيق |
وحلّوا من معين يوم حلّوا |
|
لعزّهم لدى الفجّ العميق |
ومعين : بلد بالجوف من بلاد حمير ، باقية آثارها ، وعلى كثير من أحجارها المنجورة كتابات بالمسند (١) ، وهو لسان عربيّ يعرفه كثير من أهل صنعاء ، كالشّيخ الفاضل محمّد بن أحمد بن عليّ الحجريّ (٢) ، منها ما وجد على مردم ضخم جدّا ، مستند إلى أسطوانتين عظيمتين ، في معبد قريب من مدينة معين ، وفيه كلمات لم تعرف من لغة حمير ، وأكثره عربيّ مبين ، وحاصله : (خال كرب ، صادق ابن أبيدع (٣) ملك معين ، بنى وأحدث رصيف بيت عثتر ، الّذي قبض ورثته بيوتهم).
__________________
(١) المسند : اسم لخطّ قديم ، كان شائعا عند العرب في جنوب ، بل وحتى شمال الجزيرة قبل الإسلام.
يتكون من (٢٩) رمزا ـ أبجديا ـ تمثل أحداث أصوات الحروف العربية الحديثة بزيادة صوت واحد ينطق قريبا من مخرج السين ، بينه وبين الشين على ما يبدو أمد. ويرجع أقدم النقوش اليمنية إلى أوائل القرن التاسع قبل الميلاد على أبعد تقدير .. ينظر «تاريخ اليمن القديم» (١٩١ ـ ٢٠٧).
(٢) هو الشيخ العالم الفقيه المؤرخ محمد بن أحمد الحجري الصنعاني ، ولد بذي يشرع من نواحي يريم ، وتفقه بذمار والأهنوم ويريم ، ولاه الإمام يحيى رئاسة ديوان المحاسبة العامة ، وكان ينتدبه هو وابنه الإمام أحمد لحضور المؤتمرات خارج اليمن ، توفي في حادث الطائرة الروسية على مقربة من موسكو يوم الأربعاء (٢٦) صفر (١٣٨٠ ه) مع بقية أعضاء الوفد الذي كان في طريقه إلى بكين برئاسة القاضي محمد بن عبد الله العمري. كان عالما متواضعا نزيها ، ملمّا بتاريخ اليمن وجغرافيته. وهو صاحب كتاب «معجم بلدان اليمن وقبائلها» ، الذي اتكأ عليه المقحفي وضمّنه معجمه وزاد عليه.
(٣) ورد اسمه عند بافقيه : (صدق إل) ملك حضرموت ، الذي حكم معين أيضا ، وانقسمت المملكة بعد موته بين ولديه : (شهر علن) الذي حكم حضرموت ، و (اليفع يثع) حاكم معين ، ثم جاء حفيده (اليفع ريام بن اليفع يثع) ليوحد المملكتين تحت حكمه.