إلّا أنّه يشكل عليه ما قيل : إنّ ولادته بمصر ، ولا إشكال حتّى بفرض صحّته ؛ لاحتمال مجيئه إلى حضرموت وهو صغير كما هي العادة عند المهاجرين بإرسال أولادهم إلى مرابع أناسهم صغارا ، وسكناه بها مدّة ؛ لأنّ الجرو من الثّقات.
وفي «مفتاح السّعادة والخير» لصاحب «القلائد» : (ومن حضرموت : أودية دوعن ، ووادي عمد وشبوة وما حواليها ، ومنها الكسر ، وهو ما يفيض إليه ماء هذه الأودية إذا زاد وانكسر ما يمنعه) اه
والواقع الآن أنّ سوم الأودية الواقع شرقيّ قعوضه الممتدّ من الشّمال إلى الجنوب ـ يسمّى بالعشرقة ـ ترجع عنه سيول الأودية إلى هينن وعرض آل حويل ومكان آل جذنان ورملة آل العيدروس ، ثمّ إلى الفوهة والخشعة.
وتخاف نهد من زيادة المياه على قعوضة والظّاهرة وشريوف ، ولكنّ الغالب انهيار ذلك السّدّ ؛ لأنّه لا يبنى إلّا من الطّين ، وإذا انهار إلى جانب هينن وما لفّها .. صارت المياه إلى الباطنة والقطن ثمّ المسحرة وأسفل حضرموت ، وكثيرا ما تتّهم نهد بكسره إذا جاءت السّيول ليلا .. فيقوم النّزاع بين الطائفتين.
وسمعت عن غير واحد من الثّقات عن الحبيب أحمد بن حسن العطّاس أنّه كان يقول : (إنّ المياه في أيّام سدّ سنا كانت تنكسر منه إلى الكسر ـ أي : ترجع منه إليه ـ ولذلك سمّي بهذا الاسم) وكنت أستشكله جدّا ؛ لأنّ تريما وغيرها من البلدان كانت موجودة لذلك العهد ، ولو كان ماء سنا يرجع إلى الكسر .. لأغرق شباما فضلا عمّا وراءها ، وما زال هذا الإشكال أثقل عليّ من الجبل حتّى انكشف بما سيأتي في الحسيّسة وفي سنا ، فليكشف ذلك الجواب من هناك.
ثمّ اعلم أنّ العبر (١) على قريب من محاذاة شبوة في الجهة الغربيّة ، وهو في شمال شبوة. ومن ورائه إلى الشّرق : ركبان.
__________________
(١) العبر : منطقة في الشمال الغربي من شبوه على بعد نحو (٨٠ كم) منها. وهي المنفذ الطبيعي إلى حضرموت للمتوجه من مأرب وهي منطقة جبلية وسط رمال واسعة ، محيط بها من الغرب رملة