والثّاني : الحزم ، وفيه آل إسحاق أيضا ، ومنصبهم الآن شيبان بن صالح (١).
وأوّل من اختطّه الشيخ عبد الرّحمن بن محمّد بن مرتع في القرن الحادي عشر ، ومرجع ال مرتع إلى ثور بن مرتع بن عفير الكنديّ ، ولا يزال به ناس منهم ، ويرأسهم يسلم بن سعيد بجاوة ، ومحمّد بن سعيد في مقدشوه ، وهو الّذي روى لي عن سلسلة ذوي الأنساب : أنّ آل مفتاح والعنابرة الموجودين بهينن هم عبيد لعبد يلهم بن مرتع الكنديّ صاحب صومعة دمّون. اه
وقال : إنّ أعقابهم لا يزالون مستخدمين لآل مرتع إلى اليوم.
وكان في هينن كثير من الإباضيّة ، كما يعرف من التجاء الإمام إبراهيم بن قيس إلى بني سهل فيها ، بشهادة قوله [من الطّويل] :
فيال بني سهل أضعتم جماعتي |
|
وآويتموني يوم خرّب موطني |
وصرت مليكا فيكم متمكّنا |
|
كنينا حصينا مكرما غير هيّن |
سوى أنّني يا قوم لم أقض حاجة |
|
لديكم ولا عاينت أمرا يسرّني |
فإن تنصروني فالرّجيّة منكم |
|
وإن تعجزوا قابلت أرضا تعزّني |
وسيأتي في شبام ما يصرّح بكثرة علماء الإباضيّة في هينن إذ ذاك.
ومن آل إسحاق (٢) بهينن : العلّامة الشّهير شيبان بن أحمد اليتيم ، تلميذ الشّيخ أبي بكر بن سالم.
والشّيخ أحمد اليتيم ، وهو ابن الشّيخ سهل بن عبد الله بن أحمد بن سهل بن عامر (٣) بن إسحاق.
__________________
(١) الشيخ شيبان بن صالح هذا عمر طويلا ، لأنه كان حيا سنة (١٣٦٦ ه) ، وكان في ذلك الوقت يقول الشعر ، وله مساجلات مع الحبيب أحمد المحضار صاحب القويرة ومدائح فيه ، فلعل مولده نحو (١٢٤٥ ه) ، والله أعلم.
(٢) آل إسحاق أو ابن إسحاق ، مشايخ لهم شهرة في القديم ، ويسكنون هينن منذ زمن بعيد ، ويقال : إنهم من كندة ، كما سمع من بعض حذّاقهم وكبار السن منهم.
(٣) في نسخة : (سهل بن أحمد بن عامر).