إلّا أنّه نجم إشكال ذكرته مع جوابه في قيدون .. فانتظره ؛ فكلّ آت قريب.
وفي مادّتي : (عبد) و (عبدل) من «التّاج» (١) : أنّ اسم حضرموت الأوّل هو : عبدل.
وقال بعضهم : إنّ حضرموت كانت تسمّى وبار ، ثمّ سمّيت : وادي الأحقاف ، ثمّ سمّيت : حضرموت.
ولاحظت عليه تأخّر حضرموت بن حمير الأصغر ووبار عن هود والأحقاف كما يشهد لذلك ذكره في كتاب الله القديم ، ويأتي في الشّحر أنّها تسمّى : الأحقاف ، وفي «التاج» عن «المعجم» [١ / ١١٥] : (روي عن ابن عبّاس أنّها واد بين عمان وأرض المهرة. وقال ابن إسحاق : الأحقاف رمل فيما بين عمان وحضرموت. وقال قتادة : الأحقاف رمال مشرفة على هجر بالشّحر من أرض اليمن. قال ياقوت : فهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى) اه
__________________
حضرموت الآن ـ بل ومن زمان ـ إلّا على وادي ابن راشد فقط ، وحدّه : من العقّاد إلى قبر نبيّ الله هود عليه السلام) اه «بضائع التابوت» (١ / ٩٩). أمّا ما يتعلّق بالوصايا والأيمان والنّذور .. فهي مسألة عرضت للمصنّف أثناء بحثه موضوع حدود حضرموت. قال في «بضائع التّابوت» (١ / ٩٩ ـ ١٠٠): (وتعترضنا في طريق الموضوع مسألة لها أهميّتها الكبرى ، وهي : ما الّذي يعتبر من حدّي حضرموت للأيمان والطّلاق والنّذور وما أشبه ذلك؟ وساق الجواب على هذه المسألة أو الاستشكال في أكثر من ثلاث صفحات .. نقل فيها كلاما عن الشّيخ ابن حجر في «التحفة» في تخصيص اللّفظ العامّ بالعرف الخاصّ ، وهل العرف ينقل اللّفظ عن مدلوله اللّغوي إلى ما هو أخصّ منه .. وخلص كلام الشّيخ ابن حجر إلى أنّ الأصل أنّ العمل يكون باللّغة (قبل تخصيصها بالعرف) متى شملت واشتهرت ولم يعارضها عرف أشهر منها .. فإن اختلّ أحدهما .. اتّبع العرف إن اشتهر واطّرد .. إلخ.
وبنى على هذا : أنّ حدّ حضرموت الأصغر الّذي تقدّم آنفا نقله عن باشراحيل والحدّاد .. إنّما هو من باب اطّراد العرف لغلبة الشّهرة به على شهرته اللّغوية بالحدّ الأوّل الأوسع ، وعليه : فالاعتبار في الأبواب الفقهيّة المذكورة إنّما هو بالوضع اللّغويّ الأصليّ لا الوضع العرفيّ الطارىء ، وأيّده بكلام ابن حجر في «الفتاوى الكبرى» (٤ / ١٥٨) و (٤ / ٢٦٤).
(١) أي : كتاب «تاج العروس في شرح القاموس» للإمام الحافظ محمد مرتضى الزبيدي الحسيني ، مطبوع في (٤٠) مجلدا.