فقيل لها : كم كانت خيل أخيك؟ فقالت : والله لا أعرف إلا فرسه!!
فعسى أن لا تكون نهضتهم من هذا القبيل ، على أن لا مناسبة بين ما يكبّرونه من مقاصد تلك الجمعيّات عن غير حقيقة ؛ إذ لا غشّ في هذه ، بخلاف تلك ، فالتّنويه بشأنها لا يكون إلّا غشّا في استجلاب المساعدات بظنون ضائعة ، وآمال خائبة ، وهو الوزر العظيم والإفك المبين ، ولقد جاوبت النّهضة بشيء من هذا.
وعندما يزورني الأستاذ صلاح .. سأحفيه السّؤال عنها ، وهل يمكن أن تعلّق عليها الآمال ، أم قد اختنقت مثل أختيها في المشيمة؟
وكان بنو بكر أمراء مريمه إلى أن أجلاهم عنها السّلطان الكثيريّ في سنة (١٢٨٤ ه) ، واستولى على أموالهم ، وفيها كثرة ، وقد أسكنهم القعيطيّ في عرض مسرور ، وكأنّها لم ترق لهم ، فابتنوا لهم ديارا في هذا المكان بين الخبّة والفرط.
وسمعت كثيرا من الثّقات يقولون : إنّ بني بكر وبني أرض ليسوا من يافع ، وإنّما هم من آل الرّصّاص.
القطن (١)
هو صقع لا بأس به ، منه ديار بني بكر السّابق ذكرها ، وعاصمته : الرّيّضة (٢).
وهي المسمّاة : حوطة القعيطيّ ، وكان القعيطيّ اشترى أرضا واسعة هناك من السّادة آل عبد الله بن علويّ العيدروس بواسطة أحدهم ـ وأظنّه السّيّد علويّ بن حسين العيدروس ـ فكان الثّمن بخسا ، ولكنّ الدّلالة (٣) كانت وافرة جدّا من القعيطيّ ، فبنى
__________________
(١) القطن : في قلب الوادي ، تقع في ملتقى سيول الأودية الرئيسية كوادي عمد والعين ودوعن ، وتمتد من بروج غربا إلى العنين شرقا ، على شريط ضيق يقع على ضفاف مجرى الوادي ، وسكانها : نهد ويافع ، وبها كان مستقر السلطان الأمير علي بن صلاح القعيطي.
(٢) وهذه غير الريضة التي بجوار السويري بقرب تريم.
(٣) الدّلالة ـ بكسر الدال ـ أي : النقود التي دفعت للدلال (السمسار) لقاء تلك الصفقة.