عبد القادر بن عقبة انتفع بالشّيخ عبد الله بن أبي بكر العيدروس ، وهو الّذي أشار عليه بالسّفر من شبام إلى الحجاز ، ثمّ جاء إلى مصر واستوطنها ، وفيها اتّفق بالشّيخ زرّوق ، وكان من أمرهما ما اشتهر في رسائل زرّوق و «مناقب الشّيخ أحمد عقبة» (١).
وممّن سكن شباما : السّادة آل سميط ، وأوّلهم (٢) : العلّامة الجليل محمّد بن زين بن علويّ بن سميط ، وصلها لغرض السّفر منها إلى القبلة ، فأبطأت عليه القوافل ، فأشار عليه الحبيب أحمد بن زين الحبشيّ أن يتديّرها للإرشاد والتّعليم ، وقال له : إنّ آل شبام أهل اعتقاد وانتقاد ، فامتثل وبقي بها إلى أن توفّي بها سنة (١١٧٢ ه) ، ترجمه الشّيخ معروف بن محمّد باجمال بكتاب كامل سمّاه : «مجمع البحرين» (٣).
وكان الشّيخ عليّ بن محمّد لعجم يسير إلى حذية عند الشّيخ عمر باهرمز ، فإذا أنشد قول القائل [من الوافر] :
سألت النّاس عن خلّ وفيّ |
|
فقالوا ما إلى هذا سبيل (٤) |
تمسّك إن ظفرت بودّ حرّ |
|
فإنّ الحرّ في الدّنيا قليل |
__________________
(١) «مناقب الشيخ أحمد عقبة» هو الكتاب الذي ألفه الشيخ زروق في شيخه المذكور ، وضمّنه المكاتبات والرسائل المشار إليها.
(٢) كان قدوم السادة آل سميط إلى شبام في سنة (١١٣٥ ه) ؛ إذ قدم السيد الفاضل زين بن علوي بن عبد الرحمن بن سميط ومعه أولاده السادة محمد وعمر وعلي ، وكان السبب في قدومهم هو ابنه الحبيب محمد بن زين الذي كان ملازما للإمام الحداد ، ولما توفي الإمام سنة (١١٣٢ ه) .. ضاقت تريم على الحبيب محمد ، وسار إلى الحوطة عند شيخه الثاني الحبيب أحمد بن زين الحبشي ، وبعد مداولات .. استقر عزمه على الجلوس في شبام بإشارة الحبيب أحمد وترغيبه له في ذلك ، ولما تهيأت الأمور ووضحت الرؤية .. قدم بكافة أفراد أسرته ، فقدموا في ذلك العام. وتوفي السيد زين بن علوي وابنه علي في سنة واحدة كليهما في عام (١١٤٠ ه). ترجم لهما الحبيب محمد في «بهجة الفؤاد».
(٣) يقع في مجلد ، والشيخ معروف هذا توفي سنة (١٢٦٤ ه) ، كان من صالحي شبام وعلمائها ، متواضعا خمولا.
(٤) البيتان لأبي إسحاق الشيرازي ، كما في «معجم السفر» (١١٣).