المشهور في «شمس الظّهيرة» بالشّرف والفضل والصّدارة ، وهو من أعظم المناصب شأنا ، وأثبتهم جنانا ، وأبعدهم مسافة غور عقل ، وكانت له هيئة وهيبة تملآن الصّدور ، وتستلفتان الأنظار ، وكان عالي الهمّة ، أبيّ النّفس ، حميّ الأنف ، يتحمّل الكلف الكثيرة في الإصلاح ، حتّى لزمته بذلك ديون كثيرة ، سافر من أجلها إلى الهند ، واتّصل به كثير من المريدين ، فبقي يتردّد إليها.
وفي إحدى قدماته إلى حضرموت وصل بأنابيب الحديد والآلات الارتوازيّة ، وشرع في حفر بئر لذلك ، تكبّد فيها الخسائر الباهظة ، وانتهى الأمر فيها إلى الفشل.
وقد ورد سيئون في سنة (١٣٢٦ ه) لزيارة جدّه المهاجر أحمد بن عيسى فنزل عندي ، وأقام يومين لم يزر فيها شريفا ولا مشروفا ، كنت فيها أنا وأولاده نجري الخيول من العشيّ وهو يتفرّج.
وبعقب ذلك أبحر إلى الهند ، ولم يزل ناشر الدّعوة فيها إلى أن توفّي سنة (١٣٤٦ ه) ، وله أولاد منهم : حسين ، ومحمّد ، وأحمد ، وأبو بكر ، وزين.
ومن ذرّيّة السّيّد عمر بن أحمد : الفاضل الفقيه السّيّد عمر بن عبد الرّحمن بن عليّ العيدروس ، له نكات ونوادر ، وتعلّق بسيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس ، توفّي بالحزم سنة (١٣٤٧ ه) (١).
الدّحقه
هي في جنوب الحزم ، وفيها آل سند ، كان منهم الشّيخ محمّد عامر بن سند ، حرّ كريم ، وعربيّ صميم.
فتى يتّقي أن يخدش الذّمّ عرضه |
|
ولا يتّقي حدّ السّيوف البواتر |
__________________
(١) ولد بالحزم في (٢) رجب سنة (١٢٧٩ ه) ، وشيخ تخرجه هو الحبيب عيدروس بن حسين السابق الذكر ، والحبيب عيدروس بن عمر الحبشي ، وكان يقيم بالغرفة مددا متطاولة للأخذ عنه ، كما طلب العلم بشبام. ترجم له في «تاريخ الشعراء» (٥ / ٧١ ـ ٧٩) ، وكانت وفاته (٥) شوال من السنة المذكورة.