هدّامه
في شرقيّ بحيره وغربيّ المحترقه ، لآل كدّه ، لا يزيد عدد رجالهم بها الآن عن ثمانية.
حواليها كانت الحادثة الكبرى بين آل جعفر بن طالب من جهة وآل كدّه ، وآل محمّد بن عمر من الجهة الأخرى ، وفيها كان قتل عائظ بن سالمين بن عبد الله بن سعيد ، في جماعة من أصحابه ، وأشار إلى ذلك باعطوة بقوله في رثائه :
جبل عرض له جبل من دون هدّامه |
|
وتعاطبوا بالجنابي والرّصاص السّود |
وسبب تلك الحادثة أنّ أحد آل كدّه أخذ عذق خريف من نخل آل جعفر بن طالب ، فقتلوا واحدا أو اثنين من آل كدّه ، فغضب من قتل رجالهم في عذق ، وأصبح برجاله على شعب آل جعفر بن طالب ، فخرجوا عليهم ، فانسحب آل كدّه بانتظام ، وسقط منهم اثنان ، ولمّا بلغوا المسيال .. أراد عائض الرّجوع ؛ لأنّه قد ملك ، فما أراد أن يسجح ، لا سيّما وقد أصاب الغرض ، فأراد أن يطفىء ، ولكن عيّره بعض أصحابه وقال له : تريد القهوة عند غصون؟ وهي امرأته ، وكانت من آل عبدات ، فتقدّم بهم وكان آل كدّه تمنّعوا بكوت لهم وبأكوام من الرّمل ، فحمل آل طالب بالسّلاح الأبيض.
وأراد سيّدي عبد الله بن حسن بن صالح البحر أن يخرج بلوائه وطبوله ليحجز بينهم السّيّد عبد القادر بن حسن البحر ، فدعا عائض وما خرج .. إلا وقد جاءت الطّامّة والخرائب أنّ أحد آل كدّه ـ واسمه هو يديّ تماسك هو وعائض بن صالح بن سالمين ، وأثخن كلّ صاحبه ، وحمل هو يديّ إلى القارّة بآخر رمق ، ولمّا دخل عليه النّاس .. سأل عن عائض ، فقالوا : نحن نسألك عن نفسك وأنت تسأل عن عدوّك؟! قال : أمّا أنا .. فكم من بدويّة ستأتي بمثلي وأفضل ، أمّا عائض .. فقد عقمت النّساء أن تلد مثله ، فقالوا له : هلك.
قال : طاب الموت ؛ لأنّ آل كثير سيموتون من بعده ، ثمّ لم يلبث أن فاضت روحه .. فرحمة الله على أهل الإنصاف ؛ فإنّه عندي أكبر من قبولة عائض ، ولجدير بالنّساء أن لا يعقمن من مثل هويديّ المذكور.