صغيرا منعته أمّه المنازعة ؛ لخوفها عليه أن يقتله عمّه ، فآثرت روحه على ماله ؛ لأنّه لو نازع .. لذهب الاثنان.
بابكر
هو في جنوب الغييل إلى شرق ، فيه فرقتان من آل عبدات ، وهم : آل الطّمل في جانبه القبليّ. وآل عليّ بن عمر في جانبه الشّرقيّ ؛ منهم : الشّيخ عبد الله بن عوض بن ناصر ، صليب رأس ، وحميّ أنف ، وغالي كلام ، وأصيل رأي ، ورجيح عقل.
وهو الّذي عمّر الرّوضة بشحوح ابن يمانيّ ، تزيد مساحتها على ثلاثين ألف مطيرة ، باعتبار المطيرة ستّة أذرع في مثلها.
وكان ممّن أمضى على الوثيقة الّتي تتضمّن اعتراف الموقّعين عليها بالتّبعيّة للدّولة العثمانيّة الآتي خبرها في سيئون ، وإنّما ذكرته بالخصوص مع أنّ الموقّعين عليها كثير ؛ لأنّ كلّهم لم يمض عليها إلّا رغبة ، وأمّا هو .. فقد أمضى عليها بدافع الدّين ؛ وذلك أنّني اجتمعت به في غرض ، فسألني عنها ـ بعد ما غضبت منها الحكومة الإنكليزيّة فطلبها ليمضي عليها ـ فقلت له : ربّما يلومك عمر عبيد بن خالد بن عمر ، أو حفيدك عوض بن عزّان بن عبد الله عوض ، أو تنال أولادك مشقّة من الإنكليز بسنغافورة أو عدن. فأخذه زمع (١) وقال : أوفي دين الله وسلطان المسلمين الّذي ندعو له على المنابر محاباة أو وليجة؟ والله لو أنّ الإنكليز يذبح أولادي أمامي .. ما انحجزت عن التّوقيع عليها ، فأمضى عليها ، وبعثنا بنسختها إلى قائد الجيوش العثمانيّة بلحج علي سعيد باشا ، فلم تصله إلّا بعد إعلان الهدنة.
توفّي الشّيخ عبد الله عوض في حدود سنة (١٣٤٢ ه) عن عمر قارب فيه المئة ، وله أعقاب كثيرة بحضرموت وجاوة ؛ منهم : ولده الشّهم الكريم ، والعربيّ
__________________
(١) الزمع : رعدة تعتري الشجاع عند الغضب.