ويرى بعضهم أنّ ذلك هو السبب في قلّة الانتفاع به ، ولا غرو ؛ فقد أشار القشيريّ أنّ ما وقع للحلّاج سببه الاعتراض على المشايخ ، وذكر اليافعيّ في «تاريخه» [٣ / ٤٧٧] أنّ ما جرى على ابن الجوزيّ سببه الكلام على الإمام الرّبّانيّ سيّدنا عبد القادر الجيلانيّ ، توفّي المترجم في رجب من سنة (١٣١٣ ه) وانطبق على ذلك العام قول حافظ إبراهيم [في «ديوانه» من الطّويل] :
فيا سنة مرّت بأعواد نعشه |
|
لأنت علينا أشأم السّنوات |
إذ مات بإثره جماعات من أراكين حضرموت ، كان صاحبنا الشّيخ محمّد الدّثنيّ يوصلهم إلى خمسة وعشرين ، كلّهم أعيان ، ومع الأسف لم تكن أسماؤهم مجموعة ، وإلّا .. فقد كان تقييدها من الفوائد ، على أنّ كثيرا منهم يعرف ممّا في غير هذا المكان (١).
لقد أولع الموت الزّؤام بجمعهم |
|
كأنّ الرّدى فيهم تحلّل من نذر (٢) |
مضوا فكأنّ الحيّ فرع أراكة |
|
على إثرهم عري من الورق النّضر |
وصلّى عليه الأستاذ الأبرّ ، وحصل ساعتئذ نزاع بين السّادة محمّد بن عبد الله الحدّاد ـ السّابق ذكره في قيدون ـ وبين رجل آخر من آل الحدّاد بالغرفة ، ارتفع فيه الصّوت ، حتّى أسكتهم الأستاذ الأبرّ بإشارته ، وسبب ذلك اختلاف الرّجلين في المكان الّذي يصلّى فيه على الجنازة.
وبإثر انتقال الحبيب أحمد بن زين الحبشيّ من الغرفة ـ حسبما تقدّم بالحوطة ـ بقي بها ولده محمّد بن أحمد إلى أن مات ، ولا يزال بها أعقابه (٣).
وبالغرفة جماعة من ذرّيّة السّيّد عمر بن علويّ الحدّاد.
__________________
(١) ممن مات في تلك السنة : الحبيب عبد اللاه بن عمر بن سميط بشبام ، والحبيب شيخان بن علي بن هاشم السقاف بالمكلا ، والعلامة عبد الله بن محسن السقاف ـ عم المؤلف ـ والسيد المنصب عبد القادر بن أحمد بن عبد الرحمن الحداد بالحوطة ، وجماعة غيرهم.
(٢) البيتان من الطويل ، وهما للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٥٠٦).
(٣) ومن عقبه : السيد الجليل الحبيب هاشم بن شيخ بن هاشم بن محمد بن الحبيب أحمد بن زين الحبشي ، عداده في أهل المدينة المنورة ، توفي بها سنة (١٢٩٥ ه).