نهى عنه أمير المؤمنين). فظهر عليها وكان ذلك بمسمع من الرّشيد بحيث لا تشعر وقال لها : ولا كلّ ذلك يا أخيّه (١).
أمّا نفقات ذلك الجيش فلا يزال أمرها مجهولا ، وقد أخبرني من لا يتّهم أنّ أحد رؤساء الإنكليز خطب بالمكلّا مع سفره عنها ، وقال في خطبته : إنّ البتّ في نفقات ذلك الجيش مؤخّر إلى الفرصة المناسبة ، ولا شكّ أنّها ستكون باهظة جدّا (٢).
أمّا عبيد صالح .. فقد بقي بعدن موفور الكرامة مدّة من الزّمان ، ثمّ أذن له في السّفر إلى سنغافورة ، وبقي يتردّد بينها وبين بتاوي ، معتمدا على أمواله ، رخيّ البال ، مشروح الصّدر ، قد أراحته الحكومة من الحالة الّتي توغر الصّدر ، وتقبض النّفس ، وتطيل التّعب والعنا في مسايسة من لا بدّ له منهم في الدّفاع عن الغرفة ، من أمثال الحموم الّذين يتجنّون عليه ويملؤون قلبه كلّ يوم قيحا وغيظا ، ويأتي فيهم قول المتنبّي [في «العكبريّ» ١ / ٣٧٥ من الطّويل] :
ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى |
|
عدوّا له ما من صداقته بدّ |
حصون آل كثير
والغرفة محاطة بحصون آل كثير :
ففي شرقيّها : حصون آل خالد بن عمر ، وفي الرّسالة الّتي طبعها الشّيخ عبيد بن عبدات ووزّعها بين النّاس ، ما يصرّح بأنّ آل خالد بن عمر لم يبنوا ديارهم بذلك المكان إلّا بمخابرة من آل الفاس.
وفيها أيضا : أن ديار آل الفاس كانت بالجانب الغربيّ من السّليل ، في شمال ديار آل فحيثا.
__________________
(١) القصّة في «المستطرف» (١ / ١٠٠).
(٢) لمعرفة نهاية أمر ابن عبدات .. ينظر : «حركة ابن عبدات في الغرفة بحضرموت ١٩٢٤ ـ ١٩٤٥ م» بحث أعده الأستاذ المساعد الدكتور محمد سعيد داود بكلية التربية بالمكلا ، ضمن فعاليات الندوة التاريخية حول «المقاومة الشعبية في حضرموت» المنعقدة في كلية التربية (٢٥ ـ ٢٦) فبراير (١٩٨٩ م).