وفي تريس خاصّة وحضرموت عامّة كثير من آل باعطوة ، فيهم الشّعراء والشّحّاذون ، فلا يبعد أن يكونوا من ذرّيّة عطوة بن محمّد بن سلمة جدّ بني شهاب (١) ، بل إنّ الأمر قريب من بعضه جدّا.
ومن أهل تريس : آل ابن حميد الصّدفيّون ، منهم : القاضي الفاضل ، الفقيه الصّالح المؤرّخ الشيخ : سالم بن محمّد بن سالم بن حميد (٢) ، توفّي بتريس في حدود سنة (١٣١٤ ه) عن عمر ناهز المئة ، قضاه في أعمال البرّ. وقد أحضرني والدي إليه ، فألبسني ، وأجازني ، وبارك عليّ.
أمّا السّادة العلويّون الّذين بتريس .. فقد سبق منهم ذكر السّيّد عبد الرّحمن الجفريّ ، وهو المعروف بصاحب العرشة (٣) ، ومن خطّ سيّدي عبد الرّحمن بن عليّ السّقّاف : أنّ الأستاذ الحدّاد ذكر من أمر ونهى في القرون الماضية حتى وصل إلى ذكر القرن العاشر فذكر عن الشيخ عبد الرّحمن بن محمّد الجفريّ صاحب تريس فقال : إنّه كان قد طلب العلم وعمل وسلك ولقي المشايخ ، وكان إذا أمر ونهى .. لا يبالي بمن يأمره كائنا من كان ، وإنّه رأى رجلا في المسجد يقرأ القرآن وهو لا يحسن القراءة ، فبعد الصّلاة سأل عنه؟ قال له رجل من أصحاب الدّولة : إنّه ألثغ ، وهذا مقدوره .. فقال له : وأنت يوم تصلّي ولا تطمئنّ يا فاعل يا تارك ، وبقي يصيح عليه حتّى انهزموا من المسجد ، وكان يكتب إلى بعض سلاطين الجهة : (إلى فليّن ، مردم جهنّم) اه
وقوله : فليّن : تصغير فلان.
__________________
(١) «الطرفة» (١٢٨).
(٢) ولد بتريس سنة (١٢١٧ ه) ، وهو مؤلف كتاب «العدة المفيدة من تواريخ قديمة وحديثة» في مجلدين وقد طبع بتحقيق السيد عبد الله الحبشي عام (١٤١١ ه) عن مكتبة الإرشاد بصنعاء ، وقد استقى المؤلف منه كثيرا. ينظر المقدمة التي كتبها السيد عبد الله الحبشي (١ / ٥ ـ ١٩).
وللفائدة .. فآل بن حميد هؤلاء من كندة ، وهم غير آل حميد شراحيل سكان شبام والشحر. وغير آل باحميد سكان مدوده وسيئون ، وكلهم بضم الحاء وفتح الميم ـ تصغير حمد.
(٣) المتوفى سنة (١٠٣٧ ه) ، ترجمته في «المشرع» (٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١).