أريد بسطة كفّ أستعين بها |
|
على قضاء حقوق للعلا قبلي |
فطوّحت به الأسفار إلى جاوة من حدود سنة (١٣٤٢ ه) إلى اليوم (١) ، نسأل الله أن يقضي لنا وله الحاجات ، ويفرّج الكربات ، ويجمعنا به في الأوطان على أرغد عيش وأنعم بال.
أمّا دولة تريس : فقد كانت لآل ثعلب ، ومن صلحائهم : السّلطان عمر بن سليمان بن ثعلب أثنى عليه الشّيخ محمّد بن عمر باجمال في كتابه «مقال النّاصحين» [ص ١٩٦] وقال : (كانت له أحوال محمودة ، وشفقة على الرّعيّة صالحة ، وتفقّد لهم تامّ ، وكان يقتني من البهائم وآلات الحرث لرعاياه مثل ما يعدّه لنفسه ، ويبذل ذلك لهم ، وكان يتفقّد أهل الفقر والحاجة منهم ، فيواسيهم ويحسن إليهم ، ويصلح بين المتخاصمين ، ويتحمّل في ذلك الأثقال الكثيرة) اه
ومع هذا .. فقد كان الشّيخ عمر بن عبد الله بامخرمة يغري به سلاطين آل كثير ويهيّجهم عليه ، إلّا أنّ الشّيخ من أهل الأحوال الّذين لا يقتدى بهم.
ولمّا تلاشى ملك آل ثعلب .. صاروا سوقة وتجّارا بالغرفة وغيرها ، حسبما مرّت الإشارة فيها إليه.
ثمّ استولت يافع على تريس ، وكان عليها منهم : الأمير صالح بن ناصر بن نقيب ، يعشّرها وما حواليها إلى مكان آل مهري ، لا يقدر أحد من آل كثير أن يعترضه في شيء ، مع أنّ عسكره قليل جدّا ، غير أنّه كان شجاعا مهابا ، وكان ولده عبد الله جمرة حرب ، متورّدا على حياض القتل والضّرب.
وفي جمادى الآخرة من سنة (١٢٦٤ ه) : نازلهم آل عبد الله الكثيريّون بأشراف القبلة (٢) وغيرهم بعد أن فرغوا من آل الظّبي بسيئون.
وبعد حصار دام سبعين يوما .. سلّمت تريس ، وتمّ الصّلح ، وكان جلاء آل ابن
__________________
(١) لعل سفره كان حدود (١٣٣٧ ه) بعيد وفاة والده .. كما ذكر السيد ضياء.
(٢) ولكن في العرف الخاص بالحضارمة : يراد بأرض القبلة بلاد الجوف وبيحان ، وهي من بعد شبام والقطن كما تقدم ذكرها في الكتاب.