وخلفه على عمارة مسجده والتّردّد إلى مكانه بالسّوم الّذي سمّاه الطّائف .. ولده الجليل المقدار نور الدّين حسن بن عمر (١) ، وابتنى به دارين زائدين على الدّار الّذي بناه والده ، توفّي سنة (١٢٣٥ ه) ، وخلفه ولده العالم العابد عبد القادر (٢) ، المتوفّى سنة (١٢٩٦ ه) ، ثمّ ولده العلّامة النّاسك محمّد ، المتوفّى سنة (١٣٠٥ ه) (٣) ، ثمّ ولده القانت المتواضع سالم (٤) ، وقد عمّر به دارا واسعة في سنة (١٣١١ ه) ، إلّا أنّها الآن تريد أن تنقضّ ، فنسأل الله أن يقيمها ، وأن يديم منازلنا عامرة بالعلوم ويديمها ، توفّي في سنة (١٣٥٧ ه) ، عن جملة أولاد ؛ منهم : عيدروس ، شاعر فقيه ، ومنهم عبد الله ، أبيّ غيور.
القرين (٥)
هي حوطة العلّامة الجليل الشّريف ، الغاني عن الوصف والتّعريف ، الحسن بن عليّ الصّادق الجفريّ (٦) ، أحد مشايخ الحبيب عمر بن سقّاف ، له في التقوى والعبادة والتّواضع أحوال عجيبة.
قال سيّدي حسن بن سقّاف بن محمّد في مناقبه لوالده لمّا ذكر سيّدي حسن بن عليّ الجفريّ المذكور : واستوطن مكانا نجديّ تريس يسمّى : القرين ، ضعيف البقعة والنّخلة ، ولكنّ الحبيب كان قانعا ، وقد أخذه مع خلوّ يده بقيمة حقيرة وبنى فيه ـ بالتّدريج ـ بيتا ، ولم يزل به حتّى توفّي سنة (١١٧١ ه) ، ودفن به ؛ لأنّه قال لأخ له
__________________
(١) المولود سنة (١١٧٥ ه) ، والمتوفى سنة (١٢٣٥ ه).
(٢) وكان مولده سنة (١٢٢٥ ه) ، ترجم له الحبيب أحمد بن عبد الرحمن في «الأمالي» ، والسيد علوي في «التلخيص» (٧٣ ـ ٧٤).
(٣) وكان مولده سنة (١٢٥١ ه). «التلخيص» (٧٤).
(٤) ولد بسيئون سنة (١٢٨٣ ه) ، وتوفي سنة (١٣٥٧ ه) ، ترجمته في «التلخيص» (٧٥).
(٥) القرين هذا .. هو غير بلدة القرين المارة في دوعن.
(٦) هو الحسن بن علي الصادق بن الهادي بن عبد الرحمن مولى العرشة ، أخباره في «العدة» (١ / ٣٠٤) ، ومواضع أخرى.