سيئون (١)
زنة : زيدون ، بعضهم يكتبها بواو واحدة ، وبعضهم بواوين ، والقاعدة : أنّ ما كثر استعماله واشتهر وفيه واوان .. يكتب بواحدة فقط ، كداود.
وقد قلت في «منظومة» أنشأتها في «علم الخطّ» [من الرّجز] :
ما كثر استعماله وفيه |
|
واوان .. واو واحد يكفيه |
وهي من البلدان القديمة ، نقل الشّيخ المؤرّخ سالم بن حميد : أنّ سيئون ، وتريم ، وشبام ، وتريس أبناء حضرموت ، وأنّ هذه البلاد سمّيت بأسمائهم.
وقد ذكرها الهمدانيّ في «صفة جزيرة العرب» [١٧٠] إلّا أنّه لم يسمّها باسمها ، بل قال : (وشزن وذو أصبح مدينتان في دوعن) اه
وقد استشكلت هذا ردحا من الزّمن (٢) حتّى فرّج الله عنّي بما رأيته منقولا عن أبي شكيل ، عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم الأشعريّ (٣) من قوله : (وذي أصبح وسيئون مدينتان عظيمتان لبني معاوية الأكرمين) ، فدلّ ذلك على قدمهما.
فقول الهمدانيّ : (شزن) .. إمّا غلط منه وإمّا أن يكون عرض بعده التّبديل ، لكن من المعلوم أنّ سيئون منعطفة على الجبل الّذي هي بحضيضه انعطاف اللام. والانعطاف من الانحراف هو الشّزن بنفسه ، قال ابن أحمر [من الوافر] :
ألا ليت المنازل قد بلينا |
|
فلا يرمين عن شزن حزينا |
__________________
(١) أكبر بلدان وادي حضرموت ، وهي الآن عاصمة المحافظة ، تبعد عن شبام شرقا نحو (١٨ كم) ، وعن تريم غربا نحو (٣٤ كم).
(٢) الرّدح من الزّمن : المدة الطويلة منه.
(٣) تقدم ذكره في مواضع من الكتاب ، وهو : العلامة الفقيه النحوي اللغوي أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشعري ، من أعلام المئة السادسة. أخذ عن الفقيه عمارة اليمني المؤرّخ ، وسكن بلدة القرتب ، ولم تعلم وفاته ، له مؤلفات مفيدة. ينظر : «مصادر الفكر الإسلامي» (٤٥٣) ، «هجر العلم» (١٦٨٤) ، «طبقات فقهاء اليمن» (١٨٤) ، «السلوك» (٢ / ٣٨٠) ، «بغية الوعاة» (١ / ٣٥٦) ، «تاريخ عمارة» (٣٨).