وكان الشّيخ سعد بارجاء من المشهورين بالفضل ، نجع هو وعمّه الشّيخ سعد بن عليّ الظّفاريّ من ظفار إلى الشّحر ، واستوطنها أيّام كانت خصاصا (١) قبل أن تكون مدينة ، وأشار على ابن أخيه سعد هذا أن يذهب إلى أرض لا يكون له بها شأن ، فكانت سيئون ؛ لأنّها لم تكن إذ ذاك إلّا صغيرة جدّا.
ولا يشوّش على قولنا : (أنّ سيئون اتّسعت دفعة). ما سبق عن الجدّ طه ، ممّا يفهم استصحاب اسم القرية عليها ؛ لاحتمال أنّه باعتبار ما كان.
وكان الشّيخ أحمد بن مسعود ـ باني جامع سيئون الثّاني ـ أحد مشايخ سيئون المشهورين ، وله بها آثار ، منها : الجامع المذكور ، وقد زاد فيه الشّيخ عليّ بارجاء صفّين في جهته الغربيّة أيّام السّلطان عمر بن بدر ـ أي : في القرن الحادي عشر ـ في أرض اشتراها من صلب ماله ، ثمّ زاد فيه السّيّدان محمّد بن سقّاف بن محمّد وعبد الرّحمن بن عليّ بن عبد الله آل السّقّاف زيادات قليلة ، ثمّ زاد فيه السّيّد حسين بن عليّ سميطة ثلاثة صفوف في جانبه الشّرقيّ ، ثمّ جدّدت عمارته على عهد جدّنا محسن بن علويّ بن سقّاف ، وهي الموجودة إلى الآن ، وكانت النّفقة من الأمير عبد الله بن عليّ العولقيّ السّابق ذكره في الحزم وصداع ، يرسلها من حيدرآباد الدّكن إلى يد الجدّ رضوان الله عليه.
ثمّ زاد فيه السّيّد الجليل أحمد بن جعفر بن أحمد بن عليّ بن عبد الله السّقّاف المتوفّى بسيئون سنة (١٣٢٠ ه) رواقا في جانبه الغربيّ الجنوبيّ.
وفي آل بارجاء كثير من العلماء والصّلحاء.
منهم : الشّيخ عمر بن عبد الرّحيم بن عمر بن عبد الرّحمن بارجاء ، مؤلّف «تشييد البنيان» ، وهو كتاب حافل في ربع العبادات ، نقل فيه نقولا كثيرة الفائدة ، فرغ منه في سنة (١٠٣٦ ه).
__________________
(١) الخصاص : البيوت المصنوعة من القصب ، سمّيت بذلك لما فيها من الخصاص وهي الفرج والأنقاب.