مقدمة علّامة الجزيرة
الشيخ حمد الجاسر (١)
حضرموت : بلادها وسكّانها :
أتحفني الصّديق الحبيب ، الأستاذ هادون بن أحمد العطّاس (٢) بكتاب يتعلّق بتاريخ جزء عزيز من وطننا العربيّ (٣) ، من الجزيرة العربيّة نفسها ، يوشك أن يكون مجهولا أو منسيّا ، مع ما لكثير من أهله من الصّلات القويّة بمختلف الأقطار في أنحاء المعمورة ، وما لهم من نشاط متميّز في السّعي وراء اكتساب الرّزق بأذكى الطّرق وأنزهها وأشرفها ، حتّى حازوا بأمانتهم وصدقهم ثقة غيرهم.
وتميّز عدد منهم في مختلف النّشاطات الأخرى ؛ كالسّياحة والهجرة.
وبرز آخرون في المجالات الثّقافيّة ، فعرف منهم علماء وأدباء وشعراء ، وباحثون ومؤلّفون في مختلف العلوم ، قديما وحديثا ، ممّن كان لهم في التّعريف ببلادهم ما لم
__________________
(١) هذه المقدّمة كتبها الجاسر مع نشره لهذا الكتاب على حلقات في مجلّة العرب ، وقد استغرق نشره للكتاب حدود خمس سنوات ، ولعموم الفائدة .. فقد أعدنا كتابتها ، وعلّقنا عليها ، وقد قام بجهد مشكور في إخراج هذا العمل رحمه الله تعالى.
(٢) توفي بمكة صبيحة يوم عرفة الأربعاء التّاسع من ذي الحجّة عام (١٤١٧ ه). والسّيّد هادون مؤرّخ وباحث في التراث اليمني وممن يرجع إليهم في تاريخ حضرموت ، وله مؤلفات تاريخيّة ، وتحقيقات نشرت بعضها جامعة الرّياض ـ كليّة الآداب ، ولد بالمشهد بحضرموت سنة (١٣٣٧ ه) ـ كما أخبرني هو رحمه الله ـ ورحل إلى العراق لطلب العلم وعيّن في بعض المناصب الحكوميّة في عهد السّلطنة القعيطيّة بحضرموت ، وهاجر إلى الحرمين الشّريفين ، وقطن بمكّة المكرّمة منذ عام (١٣٧٠ ه) ، رحمه الله تعالى.
(٣) السّيّد هادون العطّاس أهدى الجاسر كتاب «حول مصادر التّاريخ الحضرمي» للمستشرق سارجنت ، الذي عرّبه د. سعيد النّوبان ، والّذي أهدى الجاسر نسخة من «إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت» هو السّيّد عبد الله بن محمّد الحبشي. فليتنبه لذلك.