قال : ولا أعفو ، فما زالت الكراهية تعرف في وجه عمر حتّى راجع النّاس الرّجل فعفا ، فسرّي عن ابن الخطّاب. أو ما هذا معناه.
ثمّ إنّ الّذي أذكره عن مذهبنا من أنّ للإنسان أن يتصرّف في ملكه وإن أضرّ بجاره لا بملكه إذا خالف العادة .. بخلاف المصالح العامّة ، فلا يتصرّف فيها بما يضرّ الجيران.
والّذي أكتبه في الجواب عن هذه المسألة هو من لسان القلم وبقيّة الحفظ لا عن رجوع منّي إلى ما حرّرته في أجوبتها يوم سئلت ، فلا مجال للاعتماد عليه إلّا بعد النّظر ، وإنّما كتبته لمجرّد البحث والمذاكرة.
وفي «تبصرة الحكّام» : يمنع الرّجل من إحداث إصطبل للدّوابّ عند باب جاره ؛ لما يؤذيه من بولها وزبلها وحركتها ليلا ونهارا ، وكذلك الطّاحون وكير الحدّاد.
وفيها تنازع الشّيوخ ببلدنا ـ قديما وحديثا ـ في الرّجل يجعل في داره رحى أو شبه ذلك ممّا له دويّ ، فقال بعضهم بالمنع مطلقا ، وقال بعضهم لا منع مطلقا ، وقال بعض : يمنع باللّيل لا بالنّهار ، ومتى اجتمع ضرران .. منع الحادث لا القديم.
وبسيئون جماعة من ذرّيّة الهادي بن أحمد الحبشيّ صاحب الشّعب. ومن ذرّيّة الحسن بن أحمد (١).
منهم : السّيّد الصّالح علويّ بن عليّ الحبشيّ ، المتوفّى بسيئون في حدود سنة (١٣٣٤ ه) ، كان هو وأخوه أحمد وأبوهما من أهل الأحوال الصّالحين ، ويقال لهم : أهل الرّوشن (٢) ، لهم أمور غريبة وخوارق عجيبة.
__________________
(١) توفي الحبيب الحسن سنة (١٠٩٩ ه) بسيئون ، وعقبه بسيئون وسمارانغ بجاوة.
(٢) آل الروشن : ذرية السيد علي الروشن بن أحمد بن عبد الله بن علوي بن طه بن حسن بن أحمد صاحب الشعب. «المعجم اللطيف» (٩٧). وعند ضياء شهاب في «التعليقات» (٢ / ٤٦٦) غير هذا.
والروشن : ما يعمل في البيوت على سبيل الإضاءة والتهوية ، ويسميه البعض : الروشان ؛ لأن جدهم كان أول من عمله في سيئون .. فلقبوه به.