وفي سيئون جماعة من آل حسّان ، يرجعون في النّسب ـ حسبما يقولون ـ إلى الشّيخ المؤرّخ عبد الرّحمن بن عليّ بن حسّان (١) ، يحترفون بالصّياغة ، وكانت لهم منها ثروة ـ بالنّخيل ـ ومواساة ، ولكنّهم على وشك التّلاشي اليوم.
ومن آخرهم : شيخنا العلّامة المحقّق عمر عبيد حسّان ، كان عابدا ناسكا ، قويم السّيرة ، طاهر السّريرة ، غزير الفقه ، شديد الورع ، متين التّقوى ، وكان من أخصّ تلاميذ والدي وقرّائه ، وهو المخصّص لتعليمي الفقه ، ثمّ كان ممّن يحضر دروسي بمسجد طه في التّفسير والفقه والحديث.
توفّي رحمة الله عليه بسيئون سنة (١٣٤٩ ه) ، وخلفه ولده عبد الله على قريب من حاله بارك الله فيه.
وفي سلسلة ذوي الأنساب الموجودة بتريم : أنّ يهوديّا اسمه لحج ، له ثلاثة أولاد ؛ هم : داود وحسن ووحش ، أسلموا مع أبيهم وانتشر عقبهم ، واحترفوا بالصّياغة ، فآل باطود من ذرّيّة داود ، آل حسّان ـ بكسر الحاء ، وبالسّين ـ من ذرّيّة حسن ، وآل باحشوان من ذرّيّة وحش. اه بمعناه.
ولكنّه يغبّر عليه ما ذكره من وصول لحج وإسلامه وإسلام بنيه على يد القطب الحدّاد ، مع أنّهم أقدم من ذلك بكثير.
وفيها أيضا : أنّ آل باسلامة وآل التّويّ وآل هبيص وآل مشعبيّ .. عبيد لحمير. اه والعهدة على مؤلّفها ، أو على الشّيخ محمّد بن سعيد بن مرتع الّذي روى لي هذا عنها.
وعن الأخ عيدروس البارّ ـ السّابق ذكره في القرين من بلاد دوعن ـ : أنّه وصل من البصرة مع المهاجر أحمد بن عيسى أربعة عبيد ، ثمّ أعتقهم وموّلهم ، وهم : مخدّم
__________________
فقلت لمن هذا؟ فقال لي الثّرى : |
|
ترحّم عليه إنّه قبر عاشق |
(١) المولود بريدة المشقاص سنة (٧٥٠ ه) ، والمتوفى بكروشم من بلدان الريدة المذكورة سنة (٨١٨ ه) ، كان عالما فقيها مؤرخا ، له مصنفات. ترجمته في : «تاريخ الشعراء» (١ / ٧٤ ـ ٧٦).