مع أنّه لا ينكر اختلاط حضرموت بالعجم كما سبق قريبا وفي حورة ، ومرّ في كلام جدّنا تأكيده عن أهل سيئون خاصّة .. فهو أخذ إليهم بعنق قول الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» ١ / ٤٠٤ من الطّويل] :
لهم حسب أعمى أضلّ دليله |
|
فلم يدر في الأحساب أين يقاد |
وفي «ديوان» الشّيخ عبد الصّمد باكثير ما يدلّ على وصول الشّيخ إسماعيل بن زين العابدين المقدسيّ الأنصاريّ إلى سيئون في سنة (١٠١٠ ه) ، وذلك لأنّه خاطب عبد الصّمد بأبيات ؛ منها قوله [من الطّويل] :
لسيئون سرنا بل سررنا لأنّنا |
|
لساحة مولانا على النّجب نسبق |
وفي سيئون ناس من آل وثّاب ، لهم ذكر كثير في «سفينة البضائع» لسيّدي عليّ بن حسن العطّاس ؛ لأنّه كان يحبّهم وينزل بسيئون عليهم.
ومنهم بقايا لا أدري أيراعون أم لا ودّ أجدادهم في ذرّيّة الحبيب ومنصبه ؛ فقد جاء الحثّ على ذلك كما في حديث عبد الله بن عمر عند مسلم بن الحجّاج [٢٥٥٢] ، ومعناه : «إنّ من أبرّ البرّ أن يودّ الرّجل أهل ودّ أبيه» أو ما يقرب من ذلك ، ويؤكّده ما صحّ من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «إنّ حسن العهد من الإيمان ، وإنّها كانت تأتينا في أيّام خديجة».
القضاء بسيئون :
أوّل من تولّى القضاء بسيئون من السّادة آل الصّافي النّاقلين إليها من تريم هو : جدّنا العلّامة الإمام طه بن عمر بن طه بن عمر ، المتوفّى بها سنة (١٠٦٣ ه).
ثمّ أخوه عليّ بن عمر ، ثمّ السّيّد عمر بن محمّد بن عمر ، ثمّ جدّنا محمّد بن عمر بن طه بن عمر ، ثمّ جدّنا سقّاف بن محمّد (١) ، المتوفّى بها سنة (١١٩٥ ه).
ثمّ ابنه العلّامة الجليل عمر بن سقّاف ، السّابق ذكره في السّوم ، ولم يتولّه إلّا
__________________
(١) ولد بسيئون في حدود سنة (١١١٥ ه). ترجمته في «التلخيص» (٤٦ ـ ٥٢). وأفرده ابنه السيد حسن بترجمة واسعة سمّاها : «نشر محاسن الأوصاف» طبعت وصدرت عن دار الحاوي.