هو وجماعة من أهل مريمه غديرا يغتسلون فيه ، فقال لهم الشّيخ : هلمّوا نتغاطس) اه
وما أظنّه إلّا هذا الغدير.
وبه ذكرت ما جاء في (ص ٢٠٩) من «القرى لقاصد أم القرى» : أنّ عاصم بن عمر وعبد الرّحمن بن زيد تماقلا في البحر وهما محرمان ، يغيّب كلّ واحد منهما رأس صاحبه ، وعمر رضي الله عنه جالس على شاطىء البحر لا ينكر ذلك. أخرجه أبو ذرّ الهرويّ بلفظه ، والشّافعيّ بمعناه (١) ، ومعنى : تماقلا : تغاطسا كما فسّر به في السّياق.
حوطة سلطانة (٢)
بين مريمه الشّرقيّة وقارة العر فضاء فيه نخيل ، وله واد مخصوص ، سكن فيه آل الزبيديّ ، ثمّ اشتهر بحوطة سلطانة بنت عليّ الزّبيديّ ، وهي من أكابر الصّالحين ، لها عبادات وأحوال تشبه أحوال رابعة العدويّة.
قيل : إنّ بعض أهل الفضل قال لها : (والبكرة يومها ناقه تماري الجمال).
فقالت : (الحمل بالحمل والزايد لبن والعيال) قال الشّيخ محمّد بن أبي بكر عبّاد في «ترجمته» للشّيخ عبد الله بن محمّد القديم (٣) : (كان الشّيخ عمر الزّبيديّ الحارثيّ من الصّالحين ، وكانت له أخت اسمها سلطانة ، لها أحوال عظيمة ، وقد تحكّمت للشّيخ محمّد بن عبد الله القديم هي وإخوانها ورجعوا عن طريق العوامّ ، وكان الشّيخ عبد الرّحمن السّقّاف وأولاده أبو بكر وعمر يزورونها ، وقد بنت رباطا بالعرّ) اه
ومنه يتأكّد ما ارتأيناه في مريمه الشّرقيّة من أنّ العرّ اسم شامل لذلك الفضاء بأسره ، وأنّ القارة ليست إلّا منسوبة إليه.
__________________
(١) انظر : «الأم» (٢ / ٢٠٥).
(٢) الشيخة سلطانة إحدى كبريات وشهيرات النساء بحضرموت ، بلغت جاها وعلما وصلاحا شهد به القريب والبعيد.
(٣) المسماة : «المنهاج القويم» (خ).