ما يأتي به من المال للحبيب طه. وكان هذا السّيّد آية من آيات الله في رقّة القلب ، والانفعال عند سماع القرآن ، وكان مطبوعا على الجود ، حتّى إنّه ليستدين ويتصدّق ، إلى أن بلغ دينه يوم مات خمسة عشر ألفا من الرّيالات ، لم ينفقه إلّا في هذه السّبيل ، فقضاه الله لصحّة قصده وإخلاص نيّته (١).
وولده أبو بكر بن طه (٢) من أهل العلم والأدب ، والشّهامة والفضل ، وهو الآن منذ زمان بسنغافورة ، وله بها ابن ذكيّ نبيه ، يحرّر صحيفة عربيّة تظهر تارة وتغيب أخرى (٣).
وللزّبدة بلدان كثيرة ذاهبة في الوادي حفافي مسيال عدم ، ما بين ساه والغرف ومسيلة آل شيخ ؛ منها : الرّدود ، وسونه ، وتمران ، وشريوف.
وللشّيخ سعيد بن محمّد الزّبيديّ نهضة أخضع بها آل جابر وآل تميم ، وحرّر بها بيت مسلمة من أخذ الشّراحة منه بدون رضى من أرباب الأموال ، وكانت تلك النّهضة في حدود سنة (١٢٣٠ ه) ، وقد استوفيناها ب «الأصل».
ومنصب الزّبدة اليوم العامّ هو : الشّيخ محمّد بن كرامة الزّبيديّ ، من أكثر المناصب رمادا ، وأوسعهم صدرا ، وأكثرهم ضيفانا ، وهو من التّواضع في الاعتبار الأوّل ، لا تدلّ عليه هيئته الرّثّة ، ولا يعرف إلّا بالتّعريف ، وقد لدغته حيّة يعاوده سمّها في كثير من الأوقات ، كما قال شاعر المعرّة [في «سقط الزند» ١٦١ من الوافر] :
ومن تعلق به حمة الأفاعي |
|
يعش ـ إن فاته أجل ـ عليلا |
__________________
(١) كان قضاء دينه على يد ربيبه السيد محمد بن عبد الله بن جعفر بن شيخ بن عبد الرحمن بن سقاف.
«التلخيص» (٢٩).
(٢) مولده بسيئون ، ووفاته بسنغافورة سنة (١٣٧٥ ه) ، وعند تأسيس مدرسة النهضة بسيئون على يد السيد سقاف بن محمد بن عبد الرحمن بن علوي السقاف سنة (١٣٣٩ ه) .. قام بمساعدته فيها ..
رحم الله الجميع.
(٣) وهو السيد الأديب الفاضل طه بن أبي بكر بن طه. ولد بسيئون ، ودرس بمدرسة النهضة ، ثم هاجر إلى إندونيسيا وسنغافورة ، وعمل بها تارة مدرسا وتارة مديرا لبعض المدارس ، ثم أصدر صحيفتين عربيتين ، فيهما مرتع خصب للباحثين والكتاب.