وفي شمال مكان آل أحمد بن عليّ مكان يقال له : الحاوي ، عذب الماء جدّا ، ابتنى به المنصب السّابق المرحوم عليّ بن عبد القادر بن سالم العيدروس قصرا فخما ، وسكنه آخر أيّامه ، ثمّ بنى على مقربة منه مسجدا ، وبالحاوي يسكن خلفه المنصب الحالي الآن.
وفي غربيّه بحضيض الجبل الغربيّ قبر يقال : إنّه قبر نبيّ الله حنظلة بن صفوان عليه السّلام ، وقد دلّلت على تصديق كونه بحضرموت في «الأصل» بجملة من الأدّلة :
ـ منها : أنّ الله تعالى قرن قومه ـ وهم أصحاب الرّسّ ـ بعاد وثمود في سياقة واحدة ، حيث يقول في آية الفرقان : (وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ) وقد قال بدلالة الاقتران جماعة من أهل العلم ؛ كالمزنيّ وابن أبي هريرة من الشّافعيّة ، وأبي يوسف من الحنفيّة ، وغيرهم.
ـ ومنها : قول صاحب «خريدة العجائب» : (إنّ حضرموت شرقيّ اليمن ، وإنّ بها بلاد أصحاب الرّسّ).
ـ ومنها : قول البكريّ في «معجمه» [٢ / ٦٥٢] : (والرّسّ المذكور في التّنزيل بناحية صيهد من أرض اليمن ، وانظره في رسم صيهد) اه
ولكنّ المجلّد الّذي فيه (صيهد) منه لم يكن عندي (١).
وقد قرّرنا في «الأصل» أنّ وبارا منها والرّمال الّتي في جنوبها ممتدّة منها إليها مع
__________________
(١) وإتماما للفائدة نذكر ما جاء في المجلد الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله تعالى ، قال البكري في «معجمه» (٣ / ٨٤٩): (صيهد ـ بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده هاء مفتوحة ودال مهملة ـ : أرض باليمن ، وهي ناحية منحرفة ما بين بيحان فمأرب فالجوف فنجران فالعقيق فالدهناء ، فراجعا إلى عبر حضرموت. والرسّ المذكور في التنزيل ... بناحية صيهد.
قال الهمدانيّ : ذهب في صيهد بعهدنا قطار فيه سبعون محملا من حاج الحضارم صادرين من نجران ، كانت في أعقاب الناس ، ولم يكن فيهم دليل ، فساروا الليلة وأصبحوا قد تياسروا عن الطريق ، وتمادى بهم الجور حتى انقطعوا في الدهناء فهلكوا) اه كلام البكري رحمه الله تعالى.