العلويّين إلى هذا الّذي لا بدّ وأن يعرّضهم لكلّ مهانة وابتلاء.
وسبب تسميته بهذا الاسم ـ حسبما أخبرني السّيّد عمر بن عبد الرّحمن بن عليّ بن عمر بن سقّاف عن والده ـ : أنّ اللّصوص أخذوا كعده ـ وهي إبريق من الخزف تطبخ فيه القهوة ـ على أحد رعايا السّلطان جعفر بن عبد الله الكثيريّ من بور ، فلم يكن من السّلطان إلّا أن سار بقضّه وقضيضه وسائر عسكره ، ونزل بهم ضيفا على عشيرة اللّصّ ، فأنفقوا على ضيافته كلّ طارف وتليد ، حتّى احتاجوا إلى الدّين ، فوسّطوا من يسأله عن شأنه ، فأخبرهم ، وقال : لا أرتفع عنهم إلّا بالّذي أخذ الكعده.
فدفعوه برمّته إليه ، فهابه النّاس ، وأطلق اللّقب على المكان من يومئذ.
وكان سيّدي أحمد بن عمر بن سميط كثيرا ما يعاتب أهل زمانه على القهوة ويحذّرهم منها ؛ لأنّها تأخذ عليهم كثيرا من الأموال بدون فائدة ، ويقول لهم : (إنّكم انتهبتم في نخر كعده) يعرّض بهذا في تورية لطيفة ، وكان يتقطّع ـ كما مرّ ـ حسرات لعدم الوالي ويقول : (لو جمعت الأموال الّتي تتلف في القهوة .. لأمكن بها إقامة دولة عادلة بحضرموت) (١).
الحسيّسة
هي بقرية خاربة بإزاء بور ، في سفح الجبل الجنوبيّ المعروف بشعب مخدّم.
وكانت قرية معمورة ، ثمّ خربت ، فبناها عليّ بن عمر الكثيريّ في سنة (٨٢١ ه) ، ثمّ أخربها عقيل بن عيسى الصّبراتيّ سنة (٨٣٩ ه) ، كذا في «تاريخ ابن حميد» ، وهو إنّما ينقل عن «شنبل» ، والّذي رأيته فيه : أنّ عقيلا هذا أخربها في سنة (٨٨٩ ه).
__________________
(١) لأن الفوضى كانت سائدة في زمان الإمام ابن سميط ، كما يعلم ممّا مرّ في شبام وسيئون. وله رحمه الله كلام اقتصادي وسياسي نفيس نحو هذا في «مجموع كلامه» الذي جمعه الشيخ دحمان بن عبد الله بن عمر لعجم باذيب.