المحضار بحافّة نهر هود عليه السلام بارزة لعهده ، وما به بعد عن عهد الفقيه ، وليس ارتفاعها عن النّهر اليوم بالفاحش ، مع تناهي الخدّ ، ولكنّه قريب. ولهذا السّبب أنكر بعض السّيّاح الأجانب وجود هذا السّدّ رأسا ؛ لأنّ الوهم يذهب بهم إلى ارتفاعه ، فيتأمّلون ولا يجدون له أثرا ، فأنكروه. والحال أنّه كما وصفه لي الأخ عبد الرّحمن ابن شهاب.
وفي حدود سنة (١٣٣٩ ه) اشتد النّزاع بين آل بور وآل تاربه بشأن جبل الحسيّسة ، وكلّ ادّعى أنّه في حدّه ، فله قنص صيده وإدارة القهوة والعود في حفلاته العامّة ، حتّى عطّلت مرارا ، ثمّ تواضعوا على أن لا يدار شيء خوف الفتنة.
وما زالوا كذلك حتّى أقيمت جمعيّة ببتاوي لآل العيدروس ، كان من أغراضها : الالتفات إلى إصلاح ذات بينهم.
وفي سنة (١٣٤١ ه) وافق آل العيدروس بحضرموت ، وصار الإصلاح بين آل بور وآل تاربه على أنّ لكلّ منهم قنص الجبل ، وعلى أنّ خدّامهم يشتركون فيما يدار فيه.
تاربه
هي أرض واسعة ، فيها قرى كثيرة ، أكثرها عن يمين الذّاهب من سيئون والحسيّسة في الطّريق السّلطانيّة (١) ـ أو العبّاديّة ـ إلى تريم ، وبعضها عن يساره.
فأمّا الّتي عن يمينه : فأوّلها قرية يقال لها : السّحيل القبليّ ، وكذلك يقال لها : سحيل بدر ، يعنون بدر بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق (٢).
وفي «الأصل» : أنّ الملك كان لأبيه عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق (٣) ، فتنازل عنه في سنة (١٠٢٤ ه) لأخيه بدر بن عمر ، ولكنّ بدر بن عبد الله هذا وثب
__________________
(١) الطريق السلطانية هي التي عبّدها آل كثير لتصل السيارات بين سيئون وتريم.
(٢) المتوفى سنة (١٠٧٥ ه). «تاريخ الدولة» (٧٤ ـ ٨٣).
(٣) المتوفى بمكة سنة (١٠٤٥ ه). «تاريخ الدولة» (٦٧ ـ ٦٨).