تهضّم آل بو فطيم ، والحطّ منهم بحضور بعضهم ، فانبريت له وقلت :
أمّا تكنّي جدّهم ببو فطيم فشرف لهم ، وقد اكتنى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بفاطمة.
وأمّا التّصغير .. فما هو إلّا أدب مع جدّهم وجدّتهم فاطمة الزّهراء. فانقطع.
ومن وراء باعبد الله إلى جهة الشّرق عن يمين الذّاهب إلى تريم أيضا دار صغيرة لآل كليلة ، تقابل دارهم الأخرى الّتي عن يسار الذّاهب إلى تريم.
ومن ورائها : دار لآل بو فطيم. ومن ورائها : قرية شرمه. وأمّا عن يسار المنحدر إلى تريم : فأوّل ما يكون : مكان آل كرتم.
ثمّ : كساح ، مساكن آل سالم من الحطاطبة. ثمّ : مكان آل غريب ، وهم وآل خميس أهل السّحيل القبليّ ينتسبون إلى رجل واحد. ثمّ : مكان آل جعفر.
وقد سبق في القارة أنّ شنبل لا يطلق لقب الشّنافر إلّا على آل عبد العزيز ، وقد تشكّكت هل يعني آل القارة أم العوامر؟ ثمّ رجّحت الثّاني ، ويتأكّد بما اتّفق عليه جماعة من معمّري العوامر ـ تلقّوه عن آبائهم وهلمّ جرا ـ منهم : الشّيخ عوض بن ربيّع بن سيف ، وناصر بن الضّبّ ، وصالح بن عبد الله بن غريب ـ وهو : أنّ جدّهم عاش مع الوحوش فلم يعرف الكلام ، وما كاد أهله يقدرون عليه إلّا بعد لأي ما ، وعندما قدروا عليه .. أمسكوه ، وما زالوا به حتّى أنس بهم ، ولم يتكلّم حتّى رأى الشّنّة (١) انشقّت فقال : (الشّن انفرى) ، ولمّا كانت هي أوّل كلمة نطق بها .. أطلقوها عليه ، ثمّ غيّروها قليلا وقالوا : (الشّنفري).
هذا هو جدّ العوامر ، وفيه ردّ لما طرق سمعي أخيرا عن بعض المجلّات المصريّة أنّ من لم يعرف الكلام لبعده عن النّاس .. يموت.
ولا يبعد أن يكون العوامر من أعقاب سمل الّذي صهر إليه جدّنا عبيد الله بن
__________________
(١) الشّنّة : قربة الماء.