أحمد ، وكان مثرى العوامر بالنّجد (١) ، وكانوا منتشرين فيه وفي وبار إلى أرض عمان ، ولا يزال بمشارف عمان ـ كما سبق في حصن العوانزه ـ منهم العدد الكثير إلى الآن.
وقد مرّ أوائل هذه المسوّدة أنّ تاربه لم تكن إلّا مراعي ينتجعها العوامر إذا أجدب نجدهم ، ثمّ تحضّر بعضهم وابتنوا بها الدّيار ، وشيّدوا الحصون ، ولهم أقوال في أنسابهم تخالف ما ذكره غيرهم ؛ منها : أنّ رجلا يقال له : محمّد ، ولد أربعة رجال :
الأوّل : عبد الله ، وهو جدّ الدّولة آل عبد الله ، وآل عبد الله العوينيّين ، وهم : آل منيباري ، وآل جعفر بن بدر.
والثّاني : بدر ، وهو جدّ آل كثير ، ويؤيّده إصفاقهم على أنّهم آل بدر بن محمّد.
والثّالث : جابر ، وهو جدّ آل جابر.
والرّابع : عامر ، وهو جدّ العوامر. وكان في العوامر كثرة ، ولكن أخذت حاضرتهم الأسفار والحروب ، وباديتهم الجدوب والغارات ، فلا يزيد أهل نجدهم عن مئتين وخمسين رجلا ، كما لا تزيد حاضرتهم عن مئتين وعشرين رجلا.
شرمه (٢)
هي قرية الكسابيب من العوامر ، ولهم بها مسجد يجمّعون فيه.
وكان بالأخير فيهم رجل نجد ثقة ، يقال له : هادي بن بخيت ، ثقل على بعض منافسيه رجحان كفّته عليه ، وانضمّ إلى ذلك أنّ بعض أهل الثّروة حمله على قتله. فلم يقدر ، فأغرى به ابن عمّ له صغيرا فقتله على غرّة ، ونضخ دمه في ثياب أحد الكسابيب ، فتقنّع وأنكر من شهوده القتل.
__________________
(١) نجد العوامر : يقع غربيّ نجد المناهيل ، وشمال وادي حضرموت ، ويحدّه من غربه نجد الكثيري ، وهو نجد قليل الخير ، ويقرب من خط الطول : (٥٠ ـ ١٢ ـ ٤٩). «الشامل» (١٢٠ ـ ١٢١).
(٢) تقع شمال شرق سيئون ، على بعد (١٨ كم) ، وهي غير شرما التي بالساحل التابعة لمديرية الشحر.