العار الّذي ألصقوه بالحطاطبة بخفر ذمّة صاحبهم ، وكان لآل كبرى طمع في مال امبارك بن عمر بن كبرى ، ولم يبق له إلّا ولد واحد ، فزيّن لهم الشّيطان أن يلقوا عليه القبض ويقتلوه صبرا ، وبذلك تجلّل الكسابيب بأسرهم خزيا وإثما إلى يوم القيامة.
سمل (١)
جاء في ترجمة الفاضل الجليل عبيد الله بن أحمد من «شرح العينيّة» [١٣٥] ما نصّه : (وهو الّذي خلف أباه زهدا وعلما وعبادة ، وارتحل بعد والده إلى سمل ، ووهب أرض صوح لمولاه جعفر بن مخدّم ، واستوطن بقرية سمل ، واشترى بها أموالا ، وتزوّج بابنة سمل ، وأولدها ابنه جديدا ، وتوفّي بسمل في سنة (٣٨٣ ه) ، ورثاه جماعة من الأدباء ، وللمتأخّرين مدائح فيه كثيرة) اه
ولو أنّه تفضّل علينا بنسب سمل ، وذكر لنا مراثي بعض أدباء ذلك العصر فيه .. لتوفّر للتّاريخ منه فوائد جليلة ، ولكنّ الأمر لله ، وليس في أيدينا إلّا ما حصل.
وقال في «شمس الظّهيرة» [١ / ٧١] : (وقبر علويّ بن عبيد الله بسمل ، وأمّا قبر أبيه .. فبعرض بور ، وقيل : بسمل) اه بمعناه
وفي كون قبره بعرض عبد الله ببور ، مع أنّ وفاته بسمل .. إشكال قويّ ، ولهذا يترجّح دفنه بسمل وأنّ الّذي ب (عرض عبد الله) ليس إلّا مشهدا له ، على ما يفعله الجهلة بحضرموت.
ولعبيد الله ثلاثة أولاد : بصريّ ، ولم يذكر محلّ ولادته ، وعلويّ وجديد ولدا بحضرموت ، وكانت وفاة هؤلاء الثّلاثة بسمل ، ولم يتحقّق تاريخ وفاتهم.
وفي كلام «شرح العينيّة» بعض التّناقض عن ولادتهم ؛ ففي (ص ٢٢٣) منه يقول : (وخرج سيّدنا المهاجر أحمد بن عيسى ومعه ولده عبيد الله ، وأولاده الثّلاثة : علويّ ، وبصريّ ، وجديد ، إلى وادي حضرموت) اه
__________________
(١) تبعد عن تريم نحو (٩ كم).